د. علي محمود جمعة
– المقطع الأول: نور ونار
أَطلَّتْ نَجمـــــــةٌ تَفْري الضّبابــــــــــا
وتَبني للعُــــــلَى جِسراً و بابـــــــــا
وهبَّتْ خيلُها كالرّيح صبحــاً
حباهـــــــا اللهُ حبّاً أو ثوابـــــــــــــــــــا
وأرسَتْ في المدى شطّاً وفلكـاً
وكان البحرُ ضوءاً أو سحابـــــا
وطافَتْ مقلتاهــــــــــــــــا في الروابي
تمدُّ الغيمَ مـــــــــــــــــدّا واجتذابـــــــــا
وأمسى الأفق مرسى داهشيّـــــاً
وأسنى البرقُ ناراً أو شهابـــــــــــا
رأينا مُدْهِشَ الإعجاز وجهـــــــاً
أنـــــــــــــارَتْ لفتةُ الوجه الكتابــــــــــا
أيكسرُ ظّلُها مجرى السّواقــــــــــي
ويسمو الماءُ جذباً واجتلابـــــــــــــــا
وكـــــــــان الوحي نهــــــــــراً داهشيّــاً
أيسقي مـــــــــــاءُ كفيّه الشّعابــــــــــــــا ؟
كــــأنّ البــــــوحَ فجرٌ قـــد تـراءى
يلمُّ الزّرع طيبـــــــــــــــــــاً اوخصابــــــــــــــا
تهزُّ الرّيـــــــــــح أغصـــــــانَ التآخــــــي
وتمضي في الــذُّرى تعلو الهضابـــــــا
أليس العدلُ سيفــــــاً في سمـــــــــاه؟
يحاكـــي البرقُ لمعـــــــــــــــاً والتهابـــــــــا
وأضحى الصوت سيلاً داهشيّـاً
يشقُّ الأرض صدعاً وانقلابــــــــــــــــــا
وقال: رسالتي نــــــــــــــــــــــــورٌ ونــــــــــــارٌ
تــــؤاتي الدّهرَ منحــــــــاً أو عقابـــــــــــــــا
– المقطع الثاني: برق و رعد
وفاحَتْ باقــــــــةُ الأسمـــــــــــــــــــاء طيبــــــــــاً
وبثّ الطّيْبُ نهــــراً مُستطابـــــــــا
وألقـــــــــــــــــى الدَّاهشُ الآتي عصـــــــــــــــاه
أليسَ الضوءُ بَوحاً حين آبــــا؟
وكــــــــان الوجــــدُ مَجْـــــــــــــداً في مـــــــــــــــداه
أليسَ العشقُ ذوقاً حين طابـــــا؟
أما يمشي الصّبـــــــــاحُ على خطــــــــاه؟
ويرمي الحبّ سهماً قد أصابــــــا
وأطلقنــا الشــــــــــــــــــراع على هــــــــــــــــــــواه
وألقينــــــــــا على المرسى خطابـــــــا
إلهــــــــــــــــي! أنت للأشجـــــــــــــــار فــــــيء
ملأْتَ الكـــــــــــون أثماراً رطابــــــــــــا
جعلْتَ الدّوح للأطيـــــــــــــــار ظـــــــــــــــلاً
كأنّ سماءهـــــــــــا تعلو سحابـــــــــــــا!
إلهــــــــــــــــــي أنــــــــــــــتَ للأحــــــــــــرار دوحٌ
تراءى للــــــذرى أجمــــــــــــــاً وغابــــــــــــا
إلهـــــــــي أنتَ للأنســـــــــــــام فُلْـــــــــــــــــــــكٌ
تهادى ساريــــــــــــــــاً يَفري صعابـــــــــــا
وكـــــــــــان الظـــــــــــــــــــــــلُّ رمحـــــــــــاً في ذراه
يشقُّ الرّيحَ عصفـــــــــــــاً أو هبابــــــــــا
وقلْتُ: رسالــــتي بــــــــــــــــرقٌ ورعــــــــــــــــدٌ
تهزّ السّيفَ عدلاً واحتسابــــــــــــــــا
في أواخر عام ١٩٤١، تعرّف الأديب يوسف الحاج على الدكتور داهش، وأصبح فيما بعد المؤمن الأول بالعقيدة الداهشية التي بدأ عهدها في الثالث والعشرين من آذار ١٩٤٢.
إمَّا أن تكتبَ شيئاً يستحقُ القراءة ،أو أن تفعلَ شيئاً يستحقُ الكتابة
,, أ ,,,
,,, يا إبنَ المُقَفَّع ,,,
أيّها العالِمُ الجّاهِل ,,,
قدرة الله قائمة في كل مكان. من قبل التكوين، لم يكن للخير والشر أي وجود. كانت الجمالات تضمّخ مملكة الله. كان كل شيءٍ نورًا، لا شيء سوى النور، النجوم إثرَ تدور وتندفع في الفضاء اللامتناهي.
في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.
ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.
كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.
مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.
مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.
في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.
مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.
مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.
هيئة التحرير.
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .
الدكتور داهش