الخيال أهمُّ من المعرفة

ليست العبرة في كثرة القراءة، بل في القراءة المُجدية

منبر القرَّاء

أقْبِل حزيران

عبد الرحمن اليماني

أقْبِل حزيران إنا عالقون هنا

              فوق التراب فليس الموت يُفنينا

في هذه الأرض تَبْذُرُنا وتَقطُفنا

                    يدُ العناية تُجري شأنها فينا 

 سينبِتُ الطينُ اجساداً فنسكنها 

                  في كلِ دورٍ تجاربُنا   تُنادينا

 هي الحقيقة إِنّٓ الروح في فلكٍ

             ونحنُ طيفاً هوى منها إلى الطين

 أبناؤها نحن كم بعثت مراسلها

                  وكم حبيبٌ لها قد جاء يهدينا

 أتوا وراحوا ولم تُفهم مقاصدهم

                     وقِيلَ عنهم سُحارً مجانين

 لم يقبلِ الناس اقوالاً تُحررهم

                    من الجهالةِ تُعساً للمساكين

رحل الهُداةُ وتركوا بين أظهُرنا

                 من المعارف أنواع الدواوين

فيها الحقائقُ شمساً ليس يحجُبُها

                غيمُ الكهانةِ أو زورُ الملاعين

 

لكنهم بدهاءٍ فيهِ شعوذةً

            قبِلوا العناوين وانتهكوا المضامين

فاخرجوا كل دينٍ عن حقيقته

                 وقالوا لأقوامهم هذا هو الدين

هي الكهانةُ للشيطانِ مركبة

                  يسير في ركبها كل المُرائين

ضلَّ الجميعُ وتاهوا في مشاربهم

            وأصبح الدين عرضاً في الدكاكين

وتاهت الناسُ كلٌ في تصوره

                يمارس الدين في شكٍ وتخمين

 فذا له باع في العلمِ مقتدر

                في عُرفه الدين وهم للمساكين

وذا له  ثوب في الناس يلبسهُ

                  ويرتجي منهُ قُرباً للسلاطين

تاه الجميعُ وحاروا في تفكرهم

                لا يُدركون لذا المجهول تبيِينا

لكنّٓها الروح إذ نظرت ضلالتهم

                وأن الحقيقة منهم أَوغلت بَيْنا

عطفت وبعثت لهم من سوف يُنقذهم

                وزودته بمضمونِ المضامين

من الخوارق ما يخشع له الحجر

             ويحتارُ فيها ربيبُ العقلِ والدين

ومن المعارف ما لم يُدرك البشر

             او سطَّر العلمُ في التاريخ تدوين

بعثت حبيبا لها اختار بعثتــــه

                 طوعاً ليُنقذ أسراب المعانين

أتى حُزيران مبتهجاً بمَحْمَلِه

                 لينثر الورد في كل البساتين

اتى حُزيران نوراً بين أذرعه

         طربت له الأرض غنّٓتْهُ الحساسين     

ولد الحبيب وكان النور مِزودهُ

              والكونُ غنى له بالمجدِ تلحين

من الطفولةِ قد بانت خوارقه 

             فتىً عجيبَ الرُؤى فذَّ الأفانينٓ

أُولى عجائبه في المهدِ محموماًً

           نطق الرضيعُ فاندهش المداوين

نما الصبيُ تُصاحبه عجائبه

                 أفعاله كسرت كل القوانين

سل عنه باريس إذ سمعت بقدرته

سل (ساج) واستفهم التابوت في (السين)

إبتَلَعهُ النهرُ سبعاً ثم أخرجه

        ليشهد الجمعُ آياتٍ ل (ذي النون)

هناك لُقِّبٓ بالدكتورِ عن حقٍ

                الجمع قرّٓ به قدراً وتمكين

وجاءهُ الأمر أن يُضفي له لقباً

        فاختار (داهش) من بين التداوين

لم يمضي وقتٌ حتى حان موعده

             مع الحقيقة يُعلن وحدة الدين

فالتف من حولِه جمعٌ لهم باعاً

            في العلم والفن أفذاذاً اساطين

تَفَّهمُوا الحق لمَّا شاهدوا عجباً

             وأيقنوا بخلود الروح واعِين

في حضرة الروح سألوا كُلَّ مسألةٍ

       عنِ الوجود فجاء الردُ في الحين

حملَ الحبيبُ إلى الدنيا بشارته

من مغربِ الأرض حتى مشرق الصين

يرى الفضيلةَ في بلدٍ فيُطْرِيها

             وللرذيلةِ لعناً للملاعـــــــين

يُوثقُ الحالَ نثراً في دفاترهِ

          يستهدفُ الفنَّ في كلِ العناوين

مهما كتبت فلن أُوفي مأٓثره 

            يُحيطُ بالشُمِّ في كلِ الميادين

غرسَ الفضائل في أعماقِنا نَبْتاً

            وأَقْمرَ البدرَ نوراً في ليالينا

واليوم كالطودِ راسخةً عَقيدتُه

         نسيرُ في ركبِها لا شيء يُثنينا

مضى وتركَ كنوزاً من معارفه

      في ظٍلها السير من أسمى أمانينا

قد غادر الأرض إذ أدى رسالته

           عن الحقيقةِ إيضاحاً وتبيِينا 

فعيدٌ مجيد لِمن قد جاءَ وانتقل

    لموطنِ الروح في كنفِ الرياحين

 يا عالم الروح خذني إنني تعب      

            لا يسكن الأرض إلى كل مسكينا

يا عالم النور امنحنا مساعدة

        ففي ظلمة الأرض ضيعنا العناوين

 

إقرأ أكثر

منبر القرَّاء

كلمتي فلذةٌ من كبدي

رحلَ فريدُ مُبتسِماً، ولم يعُد، وعلى الأرحج أنَّه لن يعود، فقد انتصرت ذاته الفُضلى على الشرِّ الكامن في نفوسنا، وحطّمَ قيود المادَّة التي أسرتنا لمئاتٍ من السنين،
بقلم حسين يونس

وسار الشاب برفقة والده على رصيف الشاطئ البحري، حيث تنسما الهواء العليل وهما يشاهدان طيور النورس المصطبغة أجنحتها ذهبا بانعكاس أشعة شمس الغروب الحمراء.
لاحظ والد يزيد الكآبة البادية على وجه ابنه المسكين.

بقلم يوسف سلامة

هدف المجلّة

في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.

ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.

كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.

مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.

مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.

في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.

مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.

مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.

هيئة التحرير.

إقرأ أكثر

روابط

الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .

الدكتور داهش

Send Us A Message

error: Content is protected !!