الدكتور محمد يونس
ملاحظة: جميع العناوين الموضوعة بين قوسين هي عناوين كتبٍ ألفها الدكتور داهش.
وتجسّدت رحمة الخالق،
وتحقّقت نبوءة يزيد عمرها عن الألفي عام من (مذكرات يسوع الناصري) ووُلد النبي الحبيب الهادي مجدّداً في أرض الشقاء.
عاد المخلّص ليخلّصنا من عذاب (الجحيم) ويهدينا لطريق (النعيم).
جاء صاحب (كتاب الهادي الالهي) موقّعاً على (قيثارة الآلهة) أنغام (أسرار الآلهة)، مبشّراً برسالته الداهشية المقدسة وتعالميها الخالدة، هاتفاً بأعلى صوته:
(أناشيدي) هي (نشيد الحب) الخالد، بل (نشيد الانشاد)،
(أسراري) تضم أسرار الحياة و(أسرار الموت)،
ما لفظته شفاهي من (كلمات) تدعو إلى الفضيلة والمحبة والأخوّة هي الطريق والحق والحياة،
انها للأبرار (ابتهالاتٌ خشوعية) وعذْبُ ما تخفق لها القلوب المستنيرة من (عواطف وعواصف)،
أمّا للأشرار الغليظي القلوب، فهي عذابُ (نبال ونصال)،
وللأرض كلّها، هي (بروق ورعودُ) صوت الحقيقة المدوّي في الأرجاء، المستمدّ من لَدُن السّماء الخالدة.
إنّ كلمات النبي الحبيب الهادي هي (مفاتن الشعر المنثور) الذي تتمنى عزف ألحانها السماوية (قيثارة أورفيوس),
انّها (الرسائل المتبادلة) بين النور الإلهي المُلْهِم وبين داهش الزمان، أُرْسِلت للبشر التعساء لِتزيل ما ترسّب فيهم من (أوهام سرابية وتخيلات ترابية) ولِتغرس في أعماقهم بذور الحبّ والحنان والنور واليقين.
لقد جسّد الدكتور داهش أعظم معاني المحبة، فكان نبراس تعاليمه (انجيل الحبّ) الأبدي، ننهلُ من نبع مائه المقدّس الذي لا ينضب.
وكم سيمرّ من الادهار والاعمار قبل أن نعي حقيقته الالهيّة، فحبّه للحقيقة والخير والحق أينَ منه حبّ (عشتروت وادونيس)،
إنّ مداركنا المتواضعة ولو سافرت على متن أجنحة (خيال مجنّح) لبقيت عيّة أمام عظيم اعماله الفاضلة وسعيه المتواصل لإرساء أسس الحق في أرض الباطل،
وريشةُ أيّ (ناثر وشاعر) ولو غمستْها (الإلهات الست) بحبرٍ من (وحي الغاب) ووحي الزمان، لوقفت عاجزةً عن وصف سموّ غاياته ورقيّ آماله وأحلامه.
وكم تجلّت على يديه خوارقٌ باهرة ومعجزاتٌ خارقة، تُخْتصر أحداثُ مجلّداتها العديدة بعنوان (قصص غريبة واساطير عجيبة)، فغريبةٌ عن هذا العالم مصدُرها وهي الروح الخالدة، وعجيبةٌ تأثيراتها بخرق نواميس الطبيعة. وقد كانت وسيلةً لغايةٍ، هي اثبات وجود الروح، وشاهدةً على إبداع خالق الأكوان الذي سمحت ارادته السرمدية بحصولها لنشهد عليها فنثوب بعد أن نتوب عن المعاصي والآثام.
وبالرغم ممّا دعى إليه النبي داهش الحبيب من وحدةٍ إنسانيّةٍ بين جميع البشر، ورغم حمْلِه راية المحبّة والأخوّة بين شعوب الأرض، اذاه يكافأ بالإضّطهاد المرير والظلم الرهيب.
فإذا بقلبه المحبّ الحنون وقد أصبح (القلب المحطّم)،
وإذا بالدّاعي إلى حرية الرأي والمعتقد وقد أضحى (بريء في الأغلال)،
واذا ب-(يوميّات مؤسّس العقيدة الداهشية) وقد تحوّلت إلى (يوميّات سجين الغدر والخيانة)،
واذا بمذكّرات من ملأت اخباره صحف الدنيا وقد باتت (مذكّرات عتاّل) هائمٍ في أحزان مشارق الأرض ومغاربها، يحمل بصبرٍ عجيب هموم شرور الانسان،
وإذا بالذّكريات العذبة الهانئة وقد امتزجت بأشجان (من وحي السّجن والتجريد والنفي والتشريد)، فأضحت تقطن في (جحيم الذكريات).
ولكن بالرغم من ما احاطَه به أعداء الحقّ من (ظلمات مدلهمّة)، لم يسْتكن ولم يستسْلم، فاذاه وقد امتشق (المهنّد الباتر) وحطّم به جدران السجون و(الدهاليز) الباطلة، وثلّ عرش الظلم وسلطانه الغاشم، مستعيداً حقّه المغتصب ومقوّداً أسس الشر والباطل.
وبعد استعادة الحقّ المسلوب، واصل تأسيس بنيان رسالته الداهشيّة المقدّسة، وكما سبق وجال الكرة الأرضية أدبيّاً عبر كتابه (مذكرات دينار) المُلهَم، معطياً فيه رأيه بشؤون الحياة واحداثها وناسها، بدأ الدكتور داهش (الرحلات الداهشية حول الكرة الأرضية)، مضمّناً فيها (مختارات) من (خبز المعرفة وحكم الأجيال)، شاهداً فيها على آثام البشر، داعياً إلى الفضيلة والى العودة إلى جوهر الأديان الحقيقي بعيداً عن القشور والاوهام.
وبعد تلك الحياة العجائبيّة المتواصلةِ الجّهاد لرفع راية الخير والحقّ في عالم الظلام،
اضطجع النبيّ الحبيب (ضجعة الموت) (في احضان الأبدية)، وعاد الطّائر الإلهي الى ربوعه المقدّسة، مخلّفاً ورائه أحزان الأرض وآلامها، منطلقاً إلى (حدائق الالهة توشّيها الورود الفردوسية)، عائداً إلى (فراديس الالهات يرصّعها اللينوفار المقدّس).
واذا ب-(ناقوس الأحزان) يغرق في (نهر الدموع) ويتحول إلى (روح تنوح) وتوقّع على أنغام (قيثارة الأحزان) أنشودة الوداع لمن جسّد الفضيلة والحق والخير في عالم الأرض قبل أن يعود إلى عالم الخلود بعد أن اخترق الحدود والسدود.
وكأنّ بداهش الزمان يهتف في وداعه لنا:
رغم عذابات (يدي المزلزلة)، لا تنسوا ما خطّته بدم القلب والحب الازلي الأبدي، ولا تنسوا (وصيّتي) الأساس التي قلتها سابقاً لكم وسأقولها مجدّداً “أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا احببتكم”.
في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.
ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.
كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.
مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.
مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.
في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.
مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.
مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.
هيئة التحرير.
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .
الدكتور داهش