د. علي محمود جمعة
(1 – نجمة الله ) ( في الأول من حزيران-2024 )
نجمة الله زيِّني الأعيادا
واجمعي للرحيل خيلاً وزادا
واملئي ضفَّتيك برقاً ورعدا
إن للريح فارساً وجوادا
ما أنا إلا داهشيّ تغنَّى
يرتدي الغيم في البواحِ عهادا
وتعالى في الريح طيف تدلّى
شعَّ في وجدنا وذرَّ الرماد
كان للوحي في حزيران صوت
زلزلَ الارض واعتلى الأماد
أيُّها الحقل يا جليس السواقي
اعطنا قمحاً حانياً و حصادا
أيُّ فجرٍ قد عاد يطوي الفيافي
قم تأمَّل من يرتقي الأبعاد
أيُّها الكرم يا أنيس الخوابي
أيُّ ضوءٍ قد زادني إسعادا
أيُّها الطير يا سمير الأعالي
أيُّ بوحٍ قد علم الانشاد
واسقنا في الصباحِ بلا وقطرا
إنّ للفجر غفوة وسهادا
وأعر للأرياح سيفاً ورمحا
تمتطي البحر دفقة ومدادا
ها هنا! مهلك الهويني تأمل
وتفكر! أعظم بها أعيادا
أحزيران أنتَ للضوءِ بوح
يا الاهي! اعجب به ميلادا
أيُّ إصباحٍ في حزيران يسري؟
يعتلي الضوء أنهراً و نجادا
ها هنا عفوك الهويني تمهَّل؟
قلت : ربَّاه أعطنا الأزواد
وسنا في ذكرى حزيران طيف
كان في البالِ ظلَّة ومهادا
إن للوحي داهشيَّا تجلَّى
ينشرُ الحكي رفعة واعتقادا
ما أنا إلا داهشيّ تثنَّى
يجتدي الحب ثورةً وجهادا
ويمدُّ الارياح في ضفتيه
ها هنا المجد يبتغي الأمجاد
ويلمُّ الاضواء في مقلتيه
أنا سيفٌ حطَّم (قطع ) الأصفاد
إن للعيد حادياً داهشيا
يرتدي الصبح مقلة وفؤادا
كان للهادي موعد في رؤانا
أحزيران يرتقي الاطواد؟
إنَّ للضوء داهشيَّا هدانا
طاف في أنهرِ الزمان وعادا
ها هنا أرخى النهر جفنيه حبَّا
وجرى الضوء ساكنا يتهادى
أيُّ إعجازٍ قد أضاء الوهاد
زادنا حبَّا جامحاً واتِّقادا
ماجت الريح في الحقول ومالت
أيُّ سيف قد مزَّق الأغماد
عائدا في الارياح يطوي خطاها
أيُّ حبٍّ قد كسر الأعواد
أيُّ موجٍ في البحرِ يعصف عصفا
هاج في أضلع العباب ومادا ؟
إن في الفلك داهشيا تراءى
يرسل المعنى عبرةً واجتهادا
قلت رباَّه اسقنا من يديه !
وأعطنا شيئا ضمَّخ الاعياد
إنَّ في الدوحِ داهشيا تغاوى
أيُّ عزٍّ قد كلّل الامجاد
إن للعدل داهشيَّا تجلَّى
يرفع الحقَّ حكمةً وسدادا
أيُّ نسرٍ قد طاف في الأفقِ حرا
يعتلي الغيم رفعة ورشادا
وبني أفياء المنى في ذراه
ونما الضوء كثرة وازديادا
ها هنا كان الحبّ وجدا ونهرا
شدّ للمجد انجدا وبلادا
أيُّ سيَّالٍ في حزيران يجري
كان مجدا قد زيَّن الميلاد؟
يَدُكَ الشَّمسُ ، خُطَّ بالأَضـواءِ
طِلْسَمَ الحـقِّ، نجمـةَ الأَنبياءِ!
واحْرقِ الرَّمـزَ للعَلـيِّ صَـلاةً
بقلم الشاعر موسى المعلوف
إمَّا أن تكتبَ شيئاً يستحقُ القراءة ،أو أن تفعلَ شيئاً يستحقُ الكتابة
,, أ ,,,
,,, يا إبنَ المُقَفَّع
,,,أيّها العالِمُ العَلّامَة
ترجمة سمير حدَّاد
هناك في الأفق الخفيّ عن انظار أهل أرضنا يتألق كوكب غاية في الكبر حتى أن حياة المرء ينبغي أن تدوم بلايين السنين لكي تتمكن من زيارة جميع معالمه.
في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.
ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.
كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.
مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.
مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.
في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.
مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.
مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.
هيئة التحرير.
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .
الدكتور داهش