عبد الكريم يونس
عَزيزي يا حزيْران، يابيّ كلّ الشُّهور بالمَوَاليد المَجيدِه(ي)
لوْما فيك ميلاد الحَبيب الهادي، عندي ما بْتسوى مَجيدِه(ي)[1]
مَواليدَك قديمِـه جديدِه، قَدَر مقدَّر، ومَجِد أفْعالَك جِســام
يوْمَك الأوَّل شاهِد ومشهود، بأسمَى مواليد! سيِّدي وسيْدي!
حزيران! يـا مِستوْدَع الأسْرار والآمال، فيك عْــلام
تْسجَّل ع صفحات الكوْن، “لا يُنسى” فضايْل وأخْلاق حميدِه(ي)
يا تاريخ كوْني ما بتمْحيه لا سنيين لا دْهور ولا إيّام
عيديْن، نبُوِّه من السَّما، وميـلاد سيّد المَجْد، بمَبـــادي فريدِه(ي)
عْطيتْنا ميلاد داهِش إسـم ع مُسـمَّى، بثغْرك البسَّام
بسّام ثَغرَك بالنُّبُوِّه، آيـات وأمجــاد عُليا، بجْهل بْكَمْ تـردِيدِه(ي)
بْدايتها منرَدِّدها، موْلَد أحد رِجـال الله الكِرام العِظام
بإرادِه سَماويّـه، خلِّت ربيع إيَّامْنا يزهِّر وفا، بدايّــه وتمْهيدِه(ي)
سيِّدي يـا سيِّدي، العُمر غَفْلِةْ هنا، بتعيش بـالأحلام
وأحلامَك الساميّه رسالِةْ سما وأحْلامْنا عن أحْلامَك مش بْعيدِه(ي)
عليْنا طَلْطَل نور شَمسَك، ووّلّــى عَتم ليْل الظَّـلام
يا حبيب الكلّ زهرَك فُلّ، يا أكبَر إمام وإلهام رُوحي بِغذِّي نشيدي
صبَاحَك كَوْكَب نور، ونور فوْق غيْــم الغَمام هــام
دون أنوارَك ما في كْواكِبْ سَما بتنْسَما، ولا بتنوِّر ليالينا السَّعيدِه(ي)
عيدي بعيد ميلاَدَك، وعيد الشَّواهِد يا فَارس الأحلام
إجانـا وإجاكِ فارس الأحْلام يـا رسـالِـةْ الخيْر، كلّ الشَّـــوْق عيدي
رصيدي حُبنا لِكِ ع مَدى الإيـام، واللّيالي، صَدا إلهام
وعِطر خْزام نَقــــي للْواعييّن للنُيَّــام، يوميِّـــه بِـضاعِف رَصيدي
سِلاح التّقوَى أقوَى يا رسالِه، وِسام ع كتافْنا وِسام
سـلاح التّقوى بيدّنا أقوى، من لُعبةْ الكيْد والكييِّدِه وأيَّ مَكيدِه(ي)
ومتلما بإيدي، نَغَم ع نَغَم غنّوكِ ورسْموكِ الْقلام
أكبَر نَغَم وأَنْغام، بحرفِك الهادي غنّاكِ كنار القلب مَلْوَا كفّ إيدي
قُربِك مشاعِر هَنا، وللحبيب كلّ التقدير والإحْترام
وهِج نُورو، شَدَّد حنيني، ثبَّتْ يقينـي، إدراك وحكْمِه(ي) رَشيدِه(ي)
يا ساكِن قلبي بالهوى، أنوارَك ما تَركِت بوجِّي ظَلام
يا بَدر التَّمام والإتمام، ع نورَك اهتديْنا بمفاهيـم جْديدِه، عَديدِه(ي)
ع أناشيدَك يا حبيب الرُّوح، رموش عيُوني ما بتْنام
كُلما بُحوُرَك غذُّوا فْكـاري، وعُّوا عقلي، بالمؤكّد زاد تإكيدي
أكيدِه(ي) بقلوب الأتباع، مقامَك عالي يا عالي المَقام
عيدَك عيد ميـلاد المحبِّه، حَرْفو وعَّى مداركنَـا بصُورَه أكيدِه(ي)
من دونَك زهيدِه عيشتي، ومعظَم عُمري ظَلام بظَلام
لكن بِدارَك وقُربك، عتمْ ليْلي نُور وأنوار مهما ســاعاتُو زهيدِه(ي)
ع صفحـةْ سْنين عُمري، سجَّلتَك عـام خلف عـــام
مش عجب، بِبُعدي عنَّك، قلبي انسلخ منِّي، وسكّين قطَّع وريدي
نبع الحسيدِه مَهما طال، جنْب شِلاّل فِكرَك أوهام
ياما اْستأصَدُوك عيون الحسّاد، وياما عنَّك ما نشّف نبعْ الحسيدِه(ي)
وإنتْ ولا عَبالَك، سرَّك إلهي، مِسْك الخْتام بكلّ إلمام
ومهما القَدَر غَدَر واْستعْرَضْ مواهْبُو، بفضلَك لْبِسنا حُلِّه جديدِه(ي)
حاملَّك بعمق صدري، خزّان شوْق مُستدام بوجّ عام
أحلى إيام عُمري إستَلْهِم من تعالِيمَك، و ع روابيكْ إزرع قصيدِي
لو جفّت الصّحف، ونشّفِت فكار وعقول، اكْتُبي يا قْلام
عن مَوْلِـد ومَهام الهادي عبّـي سْـطور، ويوميّأه اصْدُريلنا جَـريدِه(ي)
وع يد الشَّواهِد رْجال شاهِد سيّد الكونيْن، ديوانيِّةْ إعلام
جامْعَـه! من نَوْع زَرع الحبيب طيّب الذِّكر أطيَب مْواسِم حَصيدِه(ي)
الجّفا لا من عادَاتنا ولا من تقاليدْنا، بإلمام منعْرف المَهام
ع عاتقنا يا رسالِةْ الخيْر وينما كُنتي، بالقلب بالعيْن وحْدِك وحيدِه(ي)
اليوم يوم عيد المواليد والمواعيد، بعيّد الشَّواهِد خيرِةْ الأنام
يومْنا اليَوم مش وِداع، تجديد عَهد وّعد للعيد، بألف جُملِه(ي) مُفيدِه(ي)
اليوْم مننْسى نهداتْ نيسان، لَـوْ سْويِّــه صفّيْنـا رميم عْضام
ع فْراق الحبيب مُجرِم تاسِع نيسان، إِبْن الحَرام، ما بغيّر آيةْ تِوْحيدي
اليوْم عيد المولِد، وعيد بيّ ونبِي الرِّسالِه، وعيدنا بالتَّمام
نيسان يا اْبن اللِّئام، تلاتـِتُن نسُّوني الحُزْن، ونسُّونـا فلمَك التْراجيدي
نسُّونـا آلامْنـا ونهداتْنـا، وتَنَهُّداتْنا وكلّ آهاتْنا، خود عْلام
تناسيْنا حرقِةْ النَّهيد بنهيدي تحت عِنوانَّا، إيام لُقانا بالحبيب انشــالله
قريبِه مش بعيدِه، قَريبِه، مش بعيدِه(ي) لا لا مش بعيدِه(ي)/!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المجيدة/ هي وحدة العملة العثمانية القديمة/ عملة ذهبيّة!!!
(*) كُتبت في : (1- حزيران/ 2023)
كلمتي فلذةٌ من كبدي
في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.
ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.
كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.
مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.
مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.
في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.
مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.
مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.
هيئة التحرير.
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .
الدكتور داهش