بقلم سامي واصاف
ذات مرة، ولمرّة واحدة، وفي مجرةٍ بعيدة جدًا عن مجرتنا، عاش كائن فضائيٌ فضولي ومغامر يُدعى زارا وهي واحدة من الفضائيات المعروفات بطبيعتهن المتلهفة للمغامرة ورغبتهن الشديدة لاستكشاف الكون.
في يومٍ من الأيام، أثناء تجوالها في الفضاء الشاسع في سفينتها الصغيرة،
حصل، ما لم يكن بالحسبان، انحرافًا غريبًا على أجهزة الاستشعار . بدا وكأنه
المعبر السري الغامض ‘“ the worm hole ”التي طالما سمعت عنه وحلمت به، يتدحرج بألوانه الساحرة.
امتلأ قلبها بالإثارة والترقب وهي تفكر في الاحتمالات الكامنة على الجانب الآخر لو قُدِّر لها اجتياز هذا الممر السري السحري الدافئ.
مدفوعة بفضولها اللاحدودي، قررت زارا الدخول والتجوال في المُبهم الغامض،
دعت اشرعة قاربها الكوني تستسلم للدوامة اللامعة، وإذّاها يمتلكها شعور غريب تفقد معه كل اثر للقوانين المعروفة فهي الان لطيفة لا كثافة لها ،
بغمرها شعور مفرح كما لو أن الزمان والمكان ينحنيان حولها ويغمرانها بعطف وتحنان. كانت الألوان تتراقص بجوار نافذتها، وتقدِّم عرضاً فضائيًا ساحرًا.
واذ انتهى مفهوم القوانين المعروفة لدى زارا، عجزت عن تحديد الزمن الذي مضى خلال عبورها المثير لهذه الفتحة!
كان هذا هو العبور الثاني بعد ان عبرت من عالمها التي كانت تبحر فيه إلى عالم الثقب السري.
حتى الآن عبرت زارا مرحلتين من الوعي:
الاولى قبل دخولها الثقب الدودي
والثانية وهي فيه.
وها هي في الوعي الثالث تعبر إلى الجانب الآخر،
انها تجد نفسها الآن في منطقةٍ مجهولة تمامًا من الفضاء!
النجوم والكواكب غير مألوفة !
جمالها عجيب!
هي،
في عالم متلألئ آخر
هي ،
في حقل جاذبية مجال جديد من الكون.
لقد احست وكانها تعبر مراحل من حلم متعدد اليَقظات، وفي كل يَقْظة تظن ان ما سبق وراته كان حلماً.
وما أدهشها، انها لم تكن وحيدة. فمخلوقات هذا العالم الكوني الجديد فاتنة جذابة تاخذ الالباب ،
وها هي والعجب يأخذ منها اي مأخذ تلتقي فتاة، واية فتاة!
انها الموازية لها، ولكن هذه الموازية شديدة الوعي وتتمتع بقدرة التواصل عن طريق التلقي الذهني!
وهذا لعمري قفزة نوعية في مفهوم الخلق.
كانت هذه الفتاة الموازيةتحمل اسم ويكس،
وكان لويكس، الحورية الفاتنة التي تسبي القلوب ، حكمة قديمة اكتسبتها عبر الآف السنين خلال حيواتها المتلاحقة في مختلف العوالم والدرجات.
كشفت ويكس لزارا ان حاكم الاقدار سمح لها اي لزارا ان تعبر هذا الممر
و هو يربط بين أبعاد مختلفة،
وأنها اي ” ويكس” كانت تحرس هذا المدخل لآلاف العصور.
وأُعلمت زارا انها الآن قد اجتازت جسرًا بين العوالم المادية و العوالم اللامادية ، وهذا لا يُسمح الا لكائنات مختارة قُدِّر لها السفر في الأبعاد .
وحدثت المفاجأة المذهلة :
اتحدت زارا بويكس –
“ فالعالم الذي بلغته يسمح للكائنات المتوازية ان تتحد فتتضاعف معارف المولود الكوني الجديد وتُشحن قدراته بوقود مميز .
ونتيجة لرحلتيهما في الأبعاد، تفتحت امام زار مغاليق الإدراك فعرفت ان الحياة طاقات اشعاعية منتشرة في الارجاء اللامتناهية للأكوان وان تفاعلها وتاثيرها بعضها بالبعض الآخر دائم ومتواصل وفعّال كما السائل في الاوعية المتصلة؛ وغدا واضحاً مع تطور معرفتهما ان ايمان ومعرفة سكان الكواكب المتدنية، ككوكب الارض، بالله سبحانه وبقوته الموجدة تافه مشوش وكذلك أديانهم وعباداتهم سخيفة وسطحية تتناسب مع قدراتهم التي سمح موزع الاقدار ان يمنحهم اياها…
وهكذا شكلت زارا وويكس تحالفًا عجيباً غير متوقع وانطلق هذا الكائن المتجدّد في سلسلةٍ من المغامرات الفكرية، زار خلالها العوالم حيث ان قوانين الفيزياء مختلفة تمامًا وحيث كائناتها مكونة من طاقات شفافة ووعي خالص وحيث ان للنور ظلال.
صادف الكائن الجديد حضارات حققت السلام والسعادة بتحقيق التناغم والانسجام بين الطبيعة
والتكنولوجيا،
و تمكنت زارا وقد اصبحت جزءاً من ويكس ان تتواصل مع كائنات تعيش
خارج الزمان -المكان،
كيانات تجسد جوهر الإبداع والخيال…
الرحلة المذهلة لا تزال مستمرة…
ليت لنا ان نعرف تفاصيلها وشيّق اسرارها….
رحلة ستبقى دافعا زاخراً لعشاق المغامرات .
٢٢ تموز ٢٠٢٣
في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.
ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.
كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.
مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.
مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.
في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.
مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.
مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.
هيئة التحرير.
الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .
الدكتور داهش