Logo

الرسمُ تجسيدٌ للجمال

الفنُّ جمالٌ من صنع الإله، لا تراه غير النفوس الراقية.

فنون

تأثير اللوحات

ما الفن؟ ما الجمال؟

لم يكن الفن غريبا عن فطرة الإنسان، لكنه بات موصوما بالغرابة منذ عصر النهضة الأوروبية الحديثة حيث التقدم العلمي والصناعي الذي جعل الفرد والمجتمع قلقين بشأن “الفائدة”، ما فائدة الفن؟ هل تستطيع لوحة فنية بناء خط سكة حديد؟ هل يمكن لقصيدة أن تخبز لنا الخبز؟ أو لمعزوفة موسيقية أن تُطعم الفقراء؟ أضحى الفن في نظر الكثيرين رفاهية لا تُدِر النفع وتغذي روح الخمول والبطالة[3]. زاد غضب الفنانين وباتوا مجبورين على الدفاع وإعطاء إجابة لأهداف الفن، “الفن غاية في ذاته، الفن خُلق فقط من أجل الفن”[4]. لكن ما لم يدركه الفرد حقا في خضم حياته العملية الطاحنة أنه يرنو إلى ما هو أبعد من الفائدة، وإذا كان يفتش عن حياة كريمة فلن يحتاج فقط إلى المصابيح الكهربائية وخطوط الهاتف وغيرها من ميسرات الحياة، بل يحتاج أيضا إلى ما يعزّي أحزانه ويمنحه التوازن ويثري تجربته الباطنية، ما يعطيه أملا جديدا ومقدمة لآفاق أوسع، وكلها أمور لم يكن يدرك كُنهها بغير بالفن[5].

“ينبغي أن نعي تماما أنه بدون القصص والقصائد والفنون والموسيقى سيتضور الأطفال جوعا”

(الروائي البريطاني فيليب بولمان)

يُعيد الفيلسوف آلان دو بوتون النظر إلى جذور الفن في أرض الإنسانية، يذكّرنا بأن الفن جزء من سلوكياتنا ولا ينفصل عنّا بحال، ولا صحة هنا في غربته وانفصاله عن الواقع، وأن الأعمال الفنية من روايات وأشعار ولوحات وسينما وموسيقى هي وسائل نسجها الإنسان لتفسر لنا وضعنا الإنساني وتساعدنا على فهم العالم بطرق أصدق وأكثر ذكاء. لا يقف الفن عند حدود النفس، بل يساعدنا على اتساع رؤيتنا، وتحفيز بصيرة الناظر ليرى الجمال من حوله ويدركه عبر الضحك وعبر الألم[6]. لكن هل إدراك الفن باعتباره تجليا للجمال أمر يسير كما نظن؟

إقرأ أكثر

هدف المجلّة

كنت أحب أن أقرأ لك ما كتبه أحد مؤرّخي الإفرنج عن النبي عزرا وتحميا، ومع أنّ هذا الكتاب موجود لديّ ولكنّني لا أعلم مكانه بين هذه الألوف العديدة من الكتب التي تراها في هذه المكتبة الكثيرة الرفوف والطبقات.

فإذا كنت موهوباً من الناحية الروحية ، فساعدني لمعرفة المكان الموضوع فيه هذا الكتاب لاستخرجه وأطالع بعض فصوله أمامك.

وهنا التفت إليّ المستر أوليفر وتابع حديثه قائلاً:

لا يمكنك أن تتصوّر يا مستر دمّوس عن العجب الشديد الذي أصبت به أنا وأمين أفندي نمر عندما شاهدنا الدكتور داهش يهب من مكانه واقفاً ويذهب بسرعة إلى أحد رفوف المكتبة ويستخرج منه الكتاب المطلوب بكلّ بساطة كأنّه يعرف كل كتاب والمكان الذي نسق فيه. وصدّقني مع أنّني أنا صاحب المكتبة ومع أنّني أضع هذه الكتب المعروفة لديّ في أماكنها منذ خمسين عاماً ونيّف، فإنّني حتى ولو كنت أعرف أين هو الكتاب الذي طلبته، وأحببت إخراجه لما تسنّى لي ذلك بمثل هذه السرعة العجيبة، ولكان عليّ أن أقف وأفتّش مدّة دقيقة أو نصف دقيقة على الأقلّ لأتمكّن من إخراجه دون سواه نظراً لكثرة الكتب واكتظاظها بعضها أمام البعض أما داهش فإنّه أخرجه بلمحة خاطفة وعاد به وجلس في مكانه كأنّه لم يقم بأمر جليل يستحقّ الدهشة الفائقة.

إقرأ أكثر

روابط

لو كانت الحقيقة وشقيقتها العدالة تقطنان هذا العالم , لكانت الأرض ترفل بحلل من السعادة ولسادت الطمأنينة هذا الكون .

الدكتور داهش

2023 © All Rights Reserved

Alexandria, Virginia 

info@lightandfire.net