Logo

الرسمُ تجسيدٌ للجمال

الفنُّ جمالٌ من صنع الإله، لا تراه غير النفوس الراقية.

فنون

    إدغار ديغا تمارين الباليه

نقلاً عن موقع

https://alarabi.nccal.gov.kw/Home/Article/7909 ،

مقال لعبّود عطيّة 

تميز ديغا عن غيره من عمالقة فن الرسم الذين عاصرهم وأحاطوا به في باريس خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بقدرة كبيرة على الخروج عن المألوف، وتضمين معظم لوحاته عناصر تخرج عن المتعارف عليه. وقبل الحديث عن غير المألوف في هذه اللوحة لا بد من التوقف أمام موضوعها: «تمارين الباليه».

          تلتصق اللوحات التي تمثل راقصات الباليه بشهرة ديغا التصاقًا لا يزال حيًا حتى اليوم. فهذا الموضوع احتلَّ نصف اللوحات التي أنجزها هذا الفنان طوال حياته (1834 – 1917م).

          فقد كان ديغاس مثل الكثيرين من الميسورين وأبناء الطبقة العليا آنذاك، يتردد على دار الأوبرا في باريس ثلاث مرات أسبوعيًا. وكان من عادة دار الأوبرا أن تقدم وصلات باليه خلال الاستراحة. (واستطرادًا نشير إلى أن المؤرخين يذكرون أن الجمهور لم يكن يصمت إلا خلال وصلات الباليه في الاستراحة).

          وبعد زيارة قام بها الأديب الفرنسي إدمون دي غونكور سنة 1874 إلى محترف ديغا قال عنه: «بعد تجاربه العديدة، يبدو أنه رسا على الحداثة. وفي هذه الحداثة فإن ميوله تتجه بشكل واضح إلى الغسَّالات وراقصات الباليه».

إدغار ديغا: «تمارين الباليه»، زيت على قماش، (59 × 83.7 سم)، حوالي 1875م، قاعة الفنون في غلاسكو

          في هذه اللوحة نرى راقصات الباليه في القاعة الخضراء في دار الأوبرا يتمرَّن على الأداء. والمفاجئ فيها هو التركيب: فهناك كتلتان من الراقصات، واحدة في الزاوية اليسرى العليا، وأخرى في اليمين السفلي، أما في منتصف القاعة فلا شيء غير أرضيَّة القاعة.

          في هذا التركيب خطاب يروي الحركة والخفة اللتين تميِّزان الراقصات بحيث يغيب اتخاذ الوضع الثابت غياباً تاماً. فعلى العين أن تطارد وتبحث عمّا هو في حركة دائمة.

          أما الألوان واستعمالاتها، فتؤكد حساسيَّة فائقة وذوقًا مرهفًا في استعمالاتها وتوزيعها. ففي هذه الغرفة ذات اللون الأخضر الرمادي، هناك بحر من الضوء يغمر الفتيات ومصدره النوافذ الكبيرة، بحيث يصعب تحديد الظلال. وإضافة إلى حساسيَّة الفرشاة في رسمها لقماش «الأوركنزا» الشفاف في ملابس الراقصات، فإن الألوان الزاهية المعبِّرة عن أناقة جو بهيج ترصِّع هذه المساحة الكبيرة كما لو كانت حجارة كريمة في حلية ضخمة.

          إلى ذلك، تتضمن هذه اللوحة علاقة خجولة بواحد من أوجه الحياة الاجتماعيَّة آنذاك، ويتمثَّل في المرأة كبيرة السن المنهمكة في ضبط ثوب ابنتها، سجَّل فيها ديغا تيمة أدبيَّة كانت رائجة آنذاك وتتحدث عن الأمهات اللواتي كنَّ يرافقن بناتهن إلى تمارين الرقص، لا للحفاظ على عفتهن بقدر السعي إلى الحصول على أفضل ثمن لها…؟!

          تبقى الإشارة إلى أن التفاتة ديغا إلى عالم راقصات الباليه لرسم أناقتهنَّ، عاشت طويلاً بعده. فأصبحت راقصات الباليه موضوعًا ثابتًا في لوحات تزيين البيوت وصالوناتها، ينتج الرسَّامون الصغار الآلاف منها سنويًا، وكل من يزور منطقة مونمارتر في باريس اليوم يعرف ذلك.

إقرأ أكثر

هدف المجلّة

في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.

ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.

كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.

مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.

مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.

في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.

مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.

مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.

 

هيئة التحرير.

إقرأ أكثر

روابط

الحياة سفينة عظيمة رائعة تمخر في بحر ماؤه ألآثام , وأمواجه الشهوات البهيميّة , وشطآنه النهاية المؤلمة .

الدكتور داهش

Send Us A Message

error: Content is protected !!