Logo

الرسمُ تجسيدٌ للجمال

الفنُّ جمالٌ من صنع الإله، لا تراه غير النفوس الراقية.

فنون

الفنّ الحقيقي ...والحياة

نقلاً عن جريدة الرّياض العدد ١٧١٤٧ مقالاً عن الفن  للكاتب الدكتور أحمد عبد القادر المهندس:

 

ما هو الفن؟! هل هو مجرد ما يطرب النفس من صور جميلة أو أنغام رائعة.. كلا!!

 

 إن الفن في الحقيقة هو البحث عن صورة أجمل، ومعنى أعمق، ووسيلة أكمل، وشكل أفضل للوصول إلى معنى واضح للحياة الراقية وإلى جوهر الوجود من الحياة التي نعيشها.

 

 والفنان الحقيقي هو الشخص الذي يصبو إلى آفاق السمو الإنساني، سواء كان هذا الفنان رساماً تشكيلياً أو أدبياً أو موسيقياً.. إلخ.

 

 ولكن كيف يصل الفنان إلى هذا السمو الإنساني؟! إن الإجابة تكمن في المعرفة المتجددة، فالمعرفة هي المفتاح السحري الذي يفتح به الفنان كتاب الكون الواسع ليقلب صفحاته، ويستكنه جوهره، ويغوص بحثاً عن أجمل وأعمق ما فيه.

 

 والفنان الأصيل هو باحث عن الحقيقة، والحقيقة هي دعامة السمو الإنساني. أما المعرفة فهي الزاد الذي يعطي الفنان القدرة على الاستمرار في الإبداع. وكلما تعمق الفنان في المعرفة فتحت أمامه أبواب من الجمال والحرية والإبداع، آفاق وآفاق لا يمكن أن يصل إليها الفنان بدون المعرفة. المعرفة العميقة في الكتب والمجلات، وفي الخبرات المتعددة، وفي الأسفار والرحلات، في الحياة بشتى أشكالها، والطبيعة بكل ألوانها ومباهجها، لكي يستزيد من صور الحياة والأحياء.

 

 إن الرسام إنما يترجم أسرار الطبيعة وأصواتها الداخلية، ويقرب أشكالها، ويصقلها، ويعكس صورها، ويبعث بضعة من نفسه في أعماق الصور الملونة، بما تومئ إليه من أفكار وإيحاءات.

 

 أما الموسيقار فإنه يستلهم ألحانه من الطبيعة والحياة، ينقل من خلالهما همسات الوجود ووشوشات القلوب بعد أن يصقل ألحانه بوحي ثقافته ومعرفته. إن الفنان الأصيل ينقل بضعة من ذاته إلى الناس، وبعضاً من شجونه وشؤونه، سروره وأحزانه، حبه وامتعاضه، انطوائه وانطلاقه في رداء شفيف من الفن الأصيل والإيحاء المبدع. الفنان الأصيل طائر يحلق في سماء الفن، يجوب الآفاق، وينفض عن الوجود غبار المادية، يكسر بصوره وأنغامه وكلماته وأفكاره وإبداعاته رتابة الحياة المبرمجة التي تجعل الإنسان مجرد ترس صغير في عجلة الحياة المادية.

 

إن الفن الحقيقي والأصيل هو الذي يجعل لأفراحنا طعماً يتجدد، ولأتراحنا شعوراً مؤلماً نلمسه ونتخطاه، لنعود إلى حياة أكثر إنتاجاً وتفاؤلاً وتعاطفاً مع الآخرين الذين يشاركوننا المشاعر الإنسانية النبيلة في هذه الحياة.

إقرأ أكثر

هدف المجلّة

في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.

ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.

كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.

مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.

مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.

في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.

مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.

مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.

 

هيئة التحرير.

إقرأ أكثر

روابط

لو كانت الحقيقة وشقيقتها العدالة تقطنان هذا العالم , لكانت الأرض ترفل بحلل من السعادة ولسادت الطمأنينة هذا الكون .

الدكتور داهش

error: Content is protected !!