Logo

أصلُ المعرفة مُثُلٌ عليا

تذكَّر أنَّ اليوم هو الغد الذي كنت قلقاً عليه بالأمس

دراسات وأبحاث

المتحف الوطني للفنون

بقلم منير مراد

أحد الكنوز الموجودة في العاصمة واشنطن هو المتحف الوطني للفنون. إنه جزء من متاحف سميثسونيان التي تُمَوّلها الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة وهي مجانية للجمهور. الموقع الالكتروني الرسمي هو:      https://www.nga.gov, وينص على ما يلي: “المتحف الوطني للفنون، والذي تأسس كهدية للأمة، هو مركز للفنون البَصَريَّة والتعليم والثقافة. إن مجموعتنا التي تضم أكثر من 150000 لوحة ومنحوتة وقطع فنية زخرفية وصور فوتوغرافية ومطبوعات ورسومات، تَمْتَدّ عبر تاريخ الفن الغربي، وتعرض بعض إنجازات الإبداع البشري. ويقدم المتحف الوطني، على مدار 363 يومًا في السنة، مجموعة كاملة من المعارض الخاصة والبرامج العامة مجانًا.”

“تم تأسيس المعرض الوطني للفنون ومَنْحه لشعب الولايات المتحدة على يد أندرو ميلون، وهو مُمَوّل وجامع أعمال فنية شغل منصب وزير الخزانة في عهد أربعة رؤساء من عام 1921 إلى عام 1932.

خلال السنوات التي قضاها كموظف عام ، توصل ميلون إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يكون في الولايات المتحدة مُتحفاً فنياً وطنياً عالميَّ المُسْتَوى يُضاهي المتاحف الموجودة في الدُّوَلِ الأُخرى. في عام 1936 كَتَبَ ميلون إلى الرئيس فرانكلين روزفلت عارضاً تبرّعه بمجموعته من الّلوحات والمنحوتات لهدف المتحف الجديد في واشنطن، والذي سَيَبْنيهِ ويُمَّوّله بأمواله الخاصّة. أيَّد روزفلت عَرْضَ ميلون، وقبل الكونغرس هبته في عام 1937.”

الدكتور داهش، نبينا الحبيب الهادي، والذي كان يُحِبّ الفن حبّاً جمّاً، زار هذا المتحف عدّة مَرّات في مناسبات مختلفة، حيث أُعْجِبَ بالّلوحات الفَنِيّة وبإبداع الفنانين فيه. يعرض المتحف لوحات ومَنْحوتات عَصْورِ النَّهْضة (1400-1600)، والباروكية (1600-1750)، والكلاسيكية (1750-1827)، والرومانسية (1827-1900) في المبنى الغربي، بينما يَعْرض المبنى الشَّرْقي الفَنّ الحديث والتجريدي والتكعيبي وغيرها من أساليب الفن المُعاصِر. لم يُعْجَب الدكتور داهش بالفَنّ الحديث، فكانت زياراته في معظمها إلى المَبْنى الغَرْبي.

إحدى زياراته العديدة للمتحف كانت في 3 أبريل 1976، وقد سَجَّلَ الزيارة في الجزء العاشر من كتابه “الرحلات الداهشية حول الكرة الأرضية”. وهذا ما دَوَّنَهُ ابتداءً من الصفحة 183:

في المتحف الحكومي ” الناشنال غالري”

“فور خروجنا، ركبنا سيارة أجرة توجهت بنا إلى المُتحف الحكومي للّوحات الزيتية: “الناشنال غالري”. وقد سبقَ أن زُرْتُه في عام ١٩٦٩.

المتحف رائع للغاية، ومدخله يجتذب النظر بأعمدته ال ٢٠؛ وهي أعمدة ضخمة ذات رخام أسود موشح بالبياض، وارتفاعُها شاهق؛ وتعلوها قُبَّةٌ تشابِهُ قُّبَّة الأمبراطور نابوليون بونابارت، ولكنَّها أقلُّ ارتفاعاً منها. وبين الأعمدة فسحةٌ واسِعَةٌ فيها بُرْكَةٌ تنفثُ نافورتُها الماء، وهي مُثْقَلَةٌ بأزهارٍ فاتنة.

اللوحات الأربع

تُمَثِّلُ حياةَ الإنسانِ من المَهد إلى اللَحد

ورحنا نطوفُ في أرجاء هذا المُتحف الجبَّار الأنيق، نشاهد كُلَّ لوحةٍ فيه؛ وغُرَفِهِ التي زُيِّنَتْ حوائطُها باللوحات الرائعة عددها ٩٤ غرفةً.

اللوحاتُ جميعُها لكبار الفَنَّانين. وقد استرعى انتباهي، بصورةٍ خاصَّة، أربعُ لوحاتٍ رَسَمَها الفنّان توماس كُول(1)، وهي كبيرة الحجم، وقد عُلِّقَتْ في غرفةٍ واحدةٍ. وتُمَثِّلُ هذه اللوحاتُ مختلف مراحلِ حياة الإنسان.

فاللوحةُ الأُولى تُمَثِّلُ الطفولةَ والصّبا، وفيها تكلَّلت الطبيعةُ بالورود الفاتنة والأزهار الرائعة، وحوَّمت الطيورُ المغرِّدة تُسْكِرُ الأجواء بِصَدْحِها العَذْب، والجبال افترَّ ثغرُها لما تحملُه من أشجار غضَّة تُبْهِجُ الأبصار. ووقف شابٌّ يحمل ساعةً رمليَّة بيده وقد امتلأَتْ حتى نهايتها بالرمل، إشارةً إلى أنَّ الطفل هو بأوَّل عمره. وقد وقف ملاكٌ ناصع البياض في نهاية اللوحة مترقِّباً.

واللوحة الثانية تمثِّلُ الشباب، فالأزهارُ قد مَلأت السهول والجبال بمختَلَف ألوانها، والفراشُ يحوِّمُ فوقها مغتبطاً؛ وتكاثَرَت الألوان في اللوحةِ وتناسَقَت وأضْفَت سِحْراً عليها يفتنُ النظر. ومَثَلَ في الفضاء مبنى أبيضُ رائعٌ يرمز إلى أحلامِ الشباب وطموح من هو في العَقد الثاني وما يبنيه من آمالٍ ذهبيَّةٍ يظنَّ أنَّه سيحقِّقها. أما الساعة الرمليَّة فالرملُ أصبح في منتصفها. والملاكُ بدا منتصباً في منتصف اللوحة.

واللوحة الثالثة يظهر الشابُّ فيها وقد أصبحَ كهلا، والطبيعة تتراءى أقلَّ فتنةً ممّا في السابق، والملاكُ أقربُ إلى الإنسان الكهل منه في اللوحتَيْن السابقتَيْن.

أما اللوحة الرابعة والأخيرة فَتُمَثِّلُ الشيخوخة. فالطفل بعد أن مَرَّ في طَورَي الشباب والكهولة، أمسى الآن شَيْخاً هَرِماً. ويُرى جالساً في قاربٍ تحطَّم مُقَدَّمُهُ، وتفكَّكتْ ألواحُه، وهو ينظرُ بوجلٍ إلى الملاك الذي أصبح بجواره. كما ظهر ملاكٌ آخر في وسَط اللوحة وهو يطيرُ في الهواء مقترباً إليه ليصحبَه في رحلة الأَبَد إلى عالمٍ آخر. والساعة الرمليّة لم يبقَ فيها إلا حُبَيْباتٌ من الرمل ستَتَسرَّبُ حينما تنطلقُ روحُ هذا الشيخ الفاني إلى العالَم الثاني.

غادرتُ هذه الغرفة وأنا أتمنّى أن أتَّفِقَ مع فنَّانٍ بارعٍ ينسخُ لي هذه اللوحاتِ الرائعة بالقياس نفسه لِتُضَمَّ إلى مجموعة لوحات مُتْحَفي الكبير.

وتابَعْنا تَجْوالَنا في الغُرَفِ، لكنَّنا لم نستطِعِ الدخول إلى تسعٍ منها من مجموع الأربع والتسعين، لأنَّ الإصلاح كان يجري فيها. وقد استغرَقَتْ جولتُنا في هذا المُتْحَف ساعتَين ونصفاً.

وقد عدَدْتُ اللوحاتِ فيه فكان مجموعُها ٨٣٨ لوحةً، منها ٦٨ لوحةً دينيّة، والبقيّة، وعددُها ٧٧٠، ذاتُ موضوعاتٍ أُخرى مختلفة.”

لقد كنت شخصياً مع نَبيّنا الحبيب الهادي أكثر من مَرَّةٍ خلال زياراته اللّاحقة لهذا المُتحف الرائع، وأتذكر بوضوح توقُّفَه إعجاباً بهذه اللوحات. كان موضوع هذه اللوحات الاربع نقطة الانطلاق لكتابي “الداهشية ورحلة الحياة” الذي نَشَرْتُهُ عام 1993. حَصَلْتُ حينذاك على إذْنٍ من المُتحف الوطني للفنون من أجْلِ استخدام صوَر اللوحات وتفاسير المتحف الرسمية لها على ورقة الغلاف وفي مُقَدِّمةِ الكتاب.

وها هي اللوحات وتفسيرها الكامل من المتحف الوطني للفنون:

الطفولة

وكما قال الفنان: “يُرى جدول يَخْرُجُ من كهفٍ عميقٍ، في جانب جبل وعر وشديد الانحدار، قمته مخفية في السحب. ومن خارج الكهف ينزلق قارب، تَمَّ نَحْتُ مُقَدِّمَتِهِ وجوانِبِهِ الذَّهبِيَّةِ على شكلِ ساعات؛ وهو موجه من هيئة ملاك، و مُحَمّل بالبراعم والزهور، ويحْملُ طفلًا ضاحكًا، وقد حاوَلَ الفنان تَحْديدَ مسار القارب المُتَغير….

يَرْمُزُ الكهف المُظْلم والسّماء الحاضِنة إلى أصْلنا الأرضي والماضي الغامض. أما القارب، المُؤلف من أشكال الساعات، فيُصَوّرُ فكرة أنَّنا نَسيرُ في مَجْرى نهر الحياة. إن ضوء الصباح الوردي، والزهور والنباتات المُتْرَفة، هي رموزٌ لبَهْجَة الحياة المُبَكّرَة.

توماس كول (1801-1848) رحلة الحياة: الطفولة

صندوق إيلسا ميلون بروس © 1993 المتحف الوطني للفنون، واشنطن العاصمة

وهنا التفسير الكامل من المتحف الوطني للفنون:

الشباب

الرجولة الشابة تَتوَلّى قيادة القارب، واثقة وبجرأة، ولكنها غير مُدْرِكَةٍ بعد ولا تَشْعُر بالحاجة إلى روح ملاكه الحارس، التي تقف جانبًا وتسمح له بتولي القيادة. قَبْلَ أن يتمَكّن الشّاب من الانطلاق لاتِّباع الطَّريق الوَهْمي المُؤدي إلى قصر الأحلام الوهمية، يبدأ إذ ذاك نهر الحياة في أن يصبح مُضطربًا فجأة، ثم يَنْحَرِفُ فجأة إلى اليمين، وهو الشُعور بأن هذا المسافر الشّاب على وشك مواجهة عَقَبات الرجولة. يُمْكِنُ رؤية هياج النَّهر المتزايد في المساحات بين الأشجار، ممّا يشير إلى التجارب القادِمة الأكثر صعوبة.

. توماس كول (1801-1848) رحلة الحياة: الشباب

صندوق إيلسا ميلون بروس © 1993 المتحف الوطني للفنون، واشنطن العاصمة.

وهنا التفسير الكامل من المتحف الوطني للفنون:

الرجولة

بالنسبة لِكُول، كان منتصف العمر وقتًا للعديد من الإغراءات، بما في ذلك المَيْل إلى الانتحار، وإدمان الكحول، والقتل، وقد جَسَّدَها كُول جميعها  بأشكال شبحية في السَّماء أعْلاه. يَدْخُل الإنسان إلى البَريّة المتوحشة حينها، حيث سماء صفراء تكتسحها العواصف في المسافة لتَذْكيرِهِ بِجَدْوَلِهِ الزَّمَنيّ الذي لا مَفَرّ مِنْهُ.

ضاع مِحْراثُ القارِب، والمُسافر لم يَعُدْ قادراً على التَّحَكُّمِ في مَصيرِه. ولأول مَرَّةٍ يَشُكُّ في قُدْرَتِهِ على مُواجَهَةِ الحياة فيتوسّل إلى السماء مُتضرعا. مع ذلك، لا يزال يَحْرِسُ ما لَهُ من مُمْتَلَكاتٍ دُنْيَوِيَّةٍ جَمعها بِجَشَعٍ، حيث يبرز نصفها في القارب، ولكن ها هي جَرَّة كنزٍ كبيرة وقد انزلقت، وهي إشارة إلى أن كل شيء مَلموس سيضيع في النهاية. على يمين اللوحة تقف الأشجار مُمَزَّقة بِفِعْلِ العَواصِف. أمّا نَهْر الحياة المُضطرب بِشَكْلٍ مُتَزايد، والذي أصْبَحَ الآن سَيلًا، فَيُنْذِرُ بمعركة الإنسان الأخيرة. أما ملاكه الحارس، والذي ما يزال غير مرئي لهُ، فيراقِبُ بِهُدوءٍ عبر السَّحاب بتعاطف واهتمام.

توماس كول (1801-1848) رحلة الحياة: الرجولة

صندوق إيلسا ميلون بروس © 1993 المتحف الوطني للفنون، واشنطن العاصمة

وهذا التفسير الكامل من المتحف الوطني للفنون:

الشيخوخة

وِفْقًا للفنان، “تَنْتَشِرُ السُّحُبُ المُنْذِرَةُ فوق مُحيط مُنْتصَفِ الّليل الشاسع. يمكن رُؤية عددٍ قليلٍ من الصخور القاحلة عبر الظلام – آخر شواطئ العالم. لقد اسْتُنْفِذَ القارب، الذي هو (رَمْزُ) جسد الإنسان الزَّمَني، أي قُوّته الدّاخِليّة، لتراهُ يَطْفو بلا حياة في مُحيط مَيْت. لقد اندثرت معالم السّاعة الرَّمْلِيَّة التي كانت تَقيسُ وقته؛ كذلك السّاعات. لقد تناثرت ممتلكات المسافر الدُّنْيويَّة ولم يَعُدْ لَها معنى بالنسبة له. لأول مَرّة يظهر ملاكه الحارِس، واقفاً أمامَه ومُشيراً إلى النّور البهي الذي ظهر فجأة ودون تفسير من خلال زوبعة تتصاعد بِقُرْب البحر. ثُمّ تنزل الملائكة للترحيب بالإنسان إلى مَلاذِ الحياة الخالدة.

توماس كول (1801-1848) رحلة الحياة: الشيخوخة

صندوق إيلسا ميلون بروس © 1993 المتحف الوطني للفنون، واشنطن

(1): الفنَّان توماس كُول أمْريكيّ وُلِدَ في عام 1801 وتُوفّيَ في عام 1848

إقرأ أكثر

دراسة في

كتاب ( مُذكّرات دينار)، للدّكتور داهش بك، الصّادر بطبعته الأولى، سنة 1946 م. في بيروت… هو كتاب روائي، بطله دينار ذهبيّ 

دراسات وأبحاث

شارك المعرفة

قراءة في

في سكينة الليل كانت سلة قصب قابعة على سطح خزانة عجوز، بجوار زهرية من الخزف ، فسمعتهما الخزانة يتحاوران حوارا حميما غريبا

هدف المجلّة

في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.

ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.

كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.

مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.

مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.

في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.

مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.

مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.

 

هيئة التحرير.

إقرأ أكثر

روابط

الموت يقظة جميلة ينشدها كل من صفت نفسه وطهرت روحه , ويخافها كل من ثقلت أفكاره وزادت أوزاره .


الدكتور داهش

error: Content is protected !!