يا أَبي وأَبا البرايا .
إِرحم ضعفنا الموروث .
شدّد قلوبنا كي نؤمن بقدرتكَ ونحدّث بعجائبك .
اغرس في أَعماقنا بذور الحب والشفقة والرحمة والحنان .
أبعدْ عنَّا التّجارب التي تريد غوايتنا وإِسقاطنا في دياجير الخطايا .
سدّد خطواتنا في طريق النُور والحق واليقين .
أبعدْ عنّا الأفكار الدنيئة ولا تدعَها تقرب منَّا .
أَنتَ خالق البرايا وما فيها فرحمتك وحنانك يسعان كلَّ الكائنات معلومها ومجهولها .
أشفِقْ علينا ، يا الله ، ولا تحاسِبْنا مثلما نستحقّ فنهلك .
لا تدع الطمع يستولي علينا فيجرفَنا بتيّارهِ الرهيب .
دَع القناعة تحتلّ أرواحنا فلا نطلب سوى القوت فنمجِّدك .
أَبعدْ عنَّا الأشرار والهازئين بكلام الله ، أَنِرْ بصائرهم .
طَهِّرْ أرواح الخطأَة وأرسِلْ لهم قبَساً من أنوارك الإلهيَّة فيخشعوا لعظمتك .
أَقِلنا من العثرات الرهيبة واشمل الجميع بعين عنايتك الساهرة .
أَيُّها الأبُ العَطوف ،
كلُّ مَن ألقى اتكالَهُ عليك ، وعَمِلَ بوصاياك ، وضحَّى مِن أَجل اسمك ، واحتقر رغباتهِ الأرضيَّة ، ونبذ الدنيويَّات ، وعطف على البؤساء ، وبشَّر بعجائبك ، وآمن بنبيّك الحبيب الهادي ، فلهُ السعادة والسماء ، والنور والسناء ، هناك حيث الضياء والبهاء .
إذْ يخلد مع الخالدين ،
ويتنعَّم بأنوارك الوضّاءَة حتى أبَد الآبدين . آمين
موسيقى الأيام الآتية
في القدس , مدينة الانبياء , ولد الدكتور داهش , في مطلع حزيران سنة 1909
و ذاعت الانباء في جزيرة الاحلام السعيدة معلنة أن الكاعب الهيفاء أحلام ستغادر الجزيرة الحالمة المجاورة للمجرة و التي يحتاط بفراديسها الخلابة ملايين من النجوم السابحة في فلكها العجيب…
اتبعيني ، يا بنيتي ، لنذهب الى ( بيت الله ) ،
لنرفع له الصلوات الصادرة من قلوب أفعمتها الأحزان ،
كنت أحب أن أقرأ لك ما كتبه أحد مؤرّخي الإفرنج عن النبي عزرا وتحميا، ومع أنّ هذا الكتاب موجود لديّ ولكنّني لا أعلم مكانه بين هذه الألوف العديدة من الكتب التي تراها في هذه المكتبة الكثيرة الرفوف والطبقات.
فإذا كنت موهوباً من الناحية الروحية ، فساعدني لمعرفة المكان الموضوع فيه هذا الكتاب لاستخرجه وأطالع بعض فصوله أمامك.
وهنا التفت إليّ المستر أوليفر وتابع حديثه قائلاً:
لا يمكنك أن تتصوّر يا مستر دمّوس عن العجب الشديد الذي أصبت به أنا وأمين أفندي نمر عندما شاهدنا الدكتور داهش يهب من مكانه واقفاً ويذهب بسرعة إلى أحد رفوف المكتبة ويستخرج منه الكتاب المطلوب بكلّ بساطة كأنّه يعرف كل كتاب والمكان الذي نسق فيه. وصدّقني مع أنّني أنا صاحب المكتبة ومع أنّني أضع هذه الكتب المعروفة لديّ في أماكنها منذ خمسين عاماً ونيّف، فإنّني حتى ولو كنت أعرف أين هو الكتاب الذي طلبته، وأحببت إخراجه لما تسنّى لي ذلك بمثل هذه السرعة العجيبة، ولكان عليّ أن أقف وأفتّش مدّة دقيقة أو نصف دقيقة على الأقلّ لأتمكّن من إخراجه دون سواه نظراً لكثرة الكتب واكتظاظها بعضها أمام البعض أما داهش فإنّه أخرجه بلمحة خاطفة وعاد به وجلس في مكانه كأنّه لم يقم بأمر جليل يستحقّ الدهشة الفائقة.
لو
كانت الحقيقة وشقيقتها العدالة تقطنان هذا العالم , لكانت الأرض ترفل بحلل من
السعادة ولسادت الطمأنينة هذا الكون .