Logo

جمالُ الكلام بالصدق

لم نُخلَق للبقاء، فأصنع لروحِكَ أثراً طيِّباً يبقى من بعدك

الأدب

أتسمعينَ أتُصغينَ أتُنصتين؟

أتسمعين عويل الرياح النائحة باهتياج؟

  • إنّها عويلُ نفسي ونواح روحي، عندما تغادرينني!

أتصغين إلى دويّ العاصفة الغاضبة الثائرة؟

  • إنّها غضبةُ كياني واضطراب جناني،

عندما لا تكونين بقربي!

أتنصتين إلى آهات الهواءِ،

وتشعرين بثورته الجارفة وزمجرته المرعبة؟

  • إنّها آهاتُ قلبي المضطرب، واهتزازاته العنيفة،

عندما لا أراكِ بجانبي!…

أتشعرين بزَفَرات الأمطارِ المتواصلة وانسكاب عبراتها الغزيرة؟

  • إنّها زَفَرات فؤادي المدلَّه بحبّك العذب،

وانسكابُ عَبَراتي الهتَّانة،

عندما يمرُّ بخاطري إمكانُ انفصالكِ عنِّي!

أتُنعمين الإصغاءَ لثورة الطبيعة العنيفة المخيفة؟

ولارتجافِ جبابرة الأشجار أمام جَبَروت عناصرها الرهيبة؟

  • إنَّها ثورة نفسي البتَّارة العنيفة

لمن يجرؤُ على الدنوِّ إلى مكانك المقدَّس

والرنوِّ إلى أنوار محاسنك الخلاَّبة!

أتنظرين إلى هذه الجمرات المتّقدة المتأجِّجة؟

– إنّها تمثِّل تأجُّجَ حبِّي العميق لكِ!

أيْ رفيقة أيَّامي، ويا ربَّة أحلامي!

يا شمسي ذاتَ الأنوار المتوهِّجة!

خُذي يدي الخشنة بيدك الناعمة،

ودعيني أَتوسَّد صدرك الغارق في البَهَجات!

ودعي العاصفة تثور في الخارج ما شاءَت لها الثورة،

ودعي الأَمطار تتساقط بغزارة لا مثيل لها,

ودعي الرياح تَئنُّ وتندب بُعْدَكِ المُرجَّى عنها …

ودعي عناصر الطبيعة تلجُّ وتُلْحِف بالشوق لرؤيتك،

ودعي الجمرات يأكل بعضها بعضاً فتفنى فناءً أبديّاً!

نعم، دعي جميع هذا، يا معبودتي الفتَّانة، إذْ لا شأْن لنا به،

ولنغرقْ معاً في سبات عميق كلّ العمق،

حتى إذا ما استيقظنا

نجد نفسيَيْنا وقد استحْلنا إلى روح شفَّافة،

وقد بسَطَتْ جناحَيْها،

وانطلقَتْ نحو الفراديس الإلهيَّة،

لتخلدَ هناك في مُتَعٍ لا نهائيّة،

وبَهَجات سرمديّة لا يمكنني وصفها!

آه! ما أجمل سعادتنا وما أَعمق غبطتنا،

بعد أَن اندمجتُ بكِ واندمجتِ بي!

آه! يا حبيبتي المفدَّاة!

 

جونيه 16 شباط 1944

إقرأ أكثر

الله وحده

الله!
لفظةٌ قدسيَّة

نجوى سلام براكس

أدب

الإلهاتُ الفاتناتُ

إلى الأمّ شمُوني

أُختي الحبيبة !
رحلتِ فجأَةً من بيننا ، وعادت روحُكِ النقيَّة إلى باريها ،

ماري حدّاد

إِلى مَليكَةِ الأَحْلام

يا مليكةَ أحلامي!
شاهدتُكِ وأنتِ مقبلةٌ إليَّ فذهلتُ عن نفسي!
آه! لقد دارت بي الأرضُ،
ورأيتُني أحتقرها وأَنبذ جميع مَنْ عليها إلاَّكِ!

الدكتور داهش

هدف المجلّة

كنت أحب أن أقرأ لك ما كتبه أحد مؤرّخي الإفرنج عن النبي عزرا وتحميا، ومع أنّ هذا الكتاب موجود لديّ ولكنّني لا أعلم مكانه بين هذه الألوف العديدة من الكتب التي تراها في هذه المكتبة الكثيرة الرفوف والطبقات.

فإذا كنت موهوباً من الناحية الروحية ، فساعدني لمعرفة المكان الموضوع فيه هذا الكتاب لاستخرجه وأطالع بعض فصوله أمامك.

وهنا التفت إليّ المستر أوليفر وتابع حديثه قائلاً:

لا يمكنك أن تتصوّر يا مستر دمّوس عن العجب الشديد الذي أصبت به أنا وأمين أفندي نمر عندما شاهدنا الدكتور داهش يهب من مكانه واقفاً ويذهب بسرعة إلى أحد رفوف المكتبة ويستخرج منه الكتاب المطلوب بكلّ بساطة كأنّه يعرف كل كتاب والمكان الذي نسق فيه. وصدّقني مع أنّني أنا صاحب المكتبة ومع أنّني أضع هذه الكتب المعروفة لديّ في أماكنها منذ خمسين عاماً ونيّف، فإنّني حتى ولو كنت أعرف أين هو الكتاب الذي طلبته، وأحببت إخراجه لما تسنّى لي ذلك بمثل هذه السرعة العجيبة، ولكان عليّ أن أقف وأفتّش مدّة دقيقة أو نصف دقيقة على الأقلّ لأتمكّن من إخراجه دون سواه نظراً لكثرة الكتب واكتظاظها بعضها أمام البعض أما داهش فإنّه أخرجه بلمحة خاطفة وعاد به وجلس في مكانه كأنّه لم يقم بأمر جليل يستحقّ الدهشة الفائقة.

إقرأ أكثر

روابط

لو كانت الحقيقة وشقيقتها العدالة تقطنان هذا العالم , لكانت الأرض ترفل بحلل من السعادة ولسادت الطمأنينة هذا الكون .

الدكتور داهش

2023 © All Rights Reserved

Alexandria, Virginia 

info@lightandfire.net