Logo

فجرُ عهدٍ جديد

ليسَ منْ يكتُبُ للَّهو كَمَنْ يكتُبُ للحقيقة
الدكتور داهش

الإفتتاحيّة

نواة القيم الإنسانيَّة

قال السيّد المسيح:” “طوبى للرحماء لأنهم سيُرحمون” (متى 5: 7).

معادلةٌ إلهيَّة على لسان ابن السماء، دعوة سماويَّة لتخفيف مُعاناة الفقراء الضعفاء، والرازحين تحت نير الإستسلام والعبوديَّة، وتحدٍّ عابرٍ للواقع الأليم في الظُّلم والإستبداد، باب خلاصٍ للمُتعبين في الأرض، وسعيٌ دائم لتحقيق السَّلام والإرتقاء الرُّوحي من خلال التوازن بين الجوانب المُختلِفة للنفس الإنسانيَّة على الصعيدين الماديّ والروحيّ.

الرحمة هي جوهر الدين السماويَّ، بداية رحلة التواصل مع العوالم الروحيَّة، نقطة التحوُّل نحو حياة أكثر إشراقاً وذات معنى، تدفع بالنَّفسِ لقهر غرورها، والتغلُّب على ميولها، تزرع بذور المحبَّة بين الصديق والعدو، تبني جسور التواصل الفكري وتعزّز الروابط بين الأفراد، لتشكِّل نواة القيم الإنسانيَّة، ونشر السلام والوئام بين الناس، ووضع الحجر الأساس في بناء الحضارات.

الإنسانيَّة هي دعوة الرُّسل والأنبياء والهداة والمُصلحين لكيفيَّة التعامل بين الإنسان وأخيه الإنسان، بعيداً عن عرقه أو جنسه أو إختلافاته الثقافيَّة والدينيَّة، مبنيَّة على القيم الروحيَّة والتعاليم الإلهيَّة، أساسها المحبَّة والرحمة وفيها السلام والخلاص.

الإنسانيَّة نُضجٌ فكريّ، ورقيٌّ عقلي، لا تكتبها الأقلام، ولا تلوكها الألسنة، أفكارٌ مُلهمة، تفانٍ وإصرار في الصلاح والإصلاح، ألتزامٌ بالسماء ونُظُمِها السامية، تعكس رحلة الصبر مع الإرتقاء الرُّوحيّ، هي مرحلة مُتقدِّمة من التعاطف والتسامح والتضامن بين البشر، دعامتها العدالة والمُساواة دون تمييز لحياة كريمة وأكثر تماسكاً وتلاحماً.

العدالة هي أن تتمنَّى لغيرك ما تتمنَّاه لنفسك، وليست نسبيَّة على الإطلاق، فإن ساء تطبيقها، تمرَّد النَّاس، وفتحت أبواب الجحيم على مصراعيه، توتُّرات وصراعات بين الأفراد والمُجتمعات وحتى الدول. وما يحدثُ اليوم من صراعاتٍ تندى لها جبين الإنسانيَّة، وموقف الدول العظمى منها موقف الداعم المُستبد، أو المُتفرّج الشامت على موت الألآف من الأطفال والنساء والشيوخ العُزَّل، في بيوتهم وعلى أسرَّتهم، لهو وصمة عارٍ على البشريَّة جمعاء، وابتعاد الإنسان عن الحقّ والعدل والقوانين يجعله أقلَّ من الحيوان، يتصرَّف بغريزة العدائيَّة وغرور السُّلطة وفرحة النصر على أشلاء ضحاياه.

ومن لا يحترم القانون لا يستحقّ الإحترام، فالقوى العظمى، واضعةُ القوانين، عليها أن تحترم القوانين التي وضعها فلاسفتها وجهابذتها، وإلاَّ فبئس تلك القوانين، وكلُّ ما يُقال هو كذبٌ بكذبٍ، وعليه، بشِّرها بالسقوط والزوال..

هيئة التحرير

إقرأ أكثر

موسيقى الأيام الآتية

أللّـــه

كلمة رقيقة , عذبة , شفّافة , أثيريّة , مُقدّسة !

كلمة تلفظها الشفاه برعشةٍ وخشوع !

الحلم الهابط إلى أرض البشر

مُهداة إلى ليلى داهش بمناسبة عامها الثامن عشر

وذاعت الانباء في جزيرة الاحلام السعيدة مُعلنة أن الكاعب الهيفاء 

الضَبَاب

ضَبَاب!

ضبابٌ كثيفٌ يُحيط بنفسي… ويُكبلها بقيوده!

وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ

السباق إلى الأسلحة النووية

 

سيقود السباق للحصول على الأسلحة النووية بالإضافة إلى ما يوجد حالياً منها في العالم بلا شك إلى تدمير أو إنهاء الجنس البشري ما لم تبدل القيم المادية الموجودة بالقيم الروحية، وهو أمر لا يستطيع غير المسيح أن يحققه.

رداً على أسئلة طرحها قراء مجلة “بروق ورعود”، قال الدكتور داهش:

"قصيدة "لا تقربوها

في أواخر عام ١٩٤١، تعرّف الأديب يوسف الحاج على الدكتور داهش، وأصبح فيما بعد المؤمن الأول بالعقيدة الداهشية التي بدأ عهدها في الثالث والعشرين من آذار ١٩٤٢.

بقلم الأديب يوسف الحاج 

أدب

إمَّا أن تكتبَ شيئاً يستحقُ القراءة ،أو أن تفعلَ شيئاً يستحقُ الكتابة

"قصة إبنُ المُقَفّع" أو "الجّسَدُ يَشهدُ على النَّفس"

,, أ ,,,
,,, يا إبنَ المُقَفَّع ,,,
أيّها العالِمُ الجّاهِل ,,,

بقلم أحمد يونس مونتريال, كندا

سرديّات داهشيّة

المقطع الأول: نور ونار -
أَطلَّتْ نَجمةٌ تَفْري الضّبابا
وتَبني للعُلَى جِسراً و بابـا

د. علي محمود جمعة

دراسة في

كتاب ( مُذكّرات دينار)، للدّكتور داهش بك، الصّادر بطبعته الأولى، سنة 1946 م. في بيروت… هو كتاب روائي، بطله دينار ذهبيّ 

دراسات وأبحاث

شارك المعرفة

قراءة في

في سكينة الليل كانت سلة قصب قابعة على سطح خزانة عجوز، بجوار زهرية من الخزف ، فسمعتهما الخزانة يتحاوران حوارا حميما غريبا

منبر القرَّاء

كلمتي فلذةٌ من كبدي

سأبني لكِ فوق راحة كفّي عرشاً
وأحيل أصابعي إلى أسْوارٍ تحميه

وسار الشاب برفقة والده على رصيف الشاطئ البحري، حيث تنسما الهواء العليل وهما يشاهدان طيور النورس المصطبغة أجنحتها ذهبا بانعكاس أشعة شمس الغروب الحمراء.
لاحظ والد يزيد الكآبة البادية على وجه ابنه المسكين.

من نحن

نحن قومٌ نؤمن بالله الخالق الواحد الأحد، فهو البداية والنهاية، المنبع والمصب، بإرادته بعثنا وبإرادته ستكون أوبتنا إليه.

نحن مجموعةٌ من مختلف أطياف الحياة، يجمعنا إيماننا النابع من عقيدتنا الداهشية الداعية إلى الوحدة الدينية الجوهرية والأخوة العالمية والمحبة الشاملة بين الجميع بغض النظر عن الجنسية والعرق والدين. 

فقد علمتنا الداهشية أن الأديان جوهرها واحد، وأن الرسل والأنبياء هم من ذات المصدر الإلهيّ، وهي تحترم جميع المعتقدات الدينيَّة وتدعو إلى العودة إلى جوهرها دون القشور، والإيمان بتعاليمها المقدَّسة فكراً وقولاً وعملاً. لقد دعا الدكتور داهش عبر عقيدته إلى التآخي الإنساني والى نبذ التعصُّب البغيض والطائفيَّة المقيتة وما ينتج عنهما من نزاعاتٍ وأحقاد.

إنّنا نعيش، وللأسف، في زمنٍ غلب فيه الحقد والانتقام على المحبة والتسامح، فأصبح العنف هو اللغة التي يفهمها الجميع وعمّت الحروب والصراعات الدموية أرض دنيانا، وسالت الدماء تستصرخ الأمن والسلام. ورغم التطور العلمي والاكتشافات المذهلة التي توصل إليها الإنسان، نراه يتخبط في محيطٍ من اليأس والقلق بعد أن طَغَت المادَّة على فكره وقلبه فكبّلته بقيودها المهلكة وزرعت فيه بذور الشكّ بوجود الله وبالأديان السماوية وتعاليمها الخالدة.

فنحن نؤمن أن الداهشية ظهرت في هذا العصر لتعيد الإنسان إلى جوهر دينه وإلى تثبيت إيمانه بالله والرُّوح والمُثُل العليا، وإلى جمع العائلة الإنسانيَّة وتذكيرها بأن الجميع هم روحٌ واحدة في قلبِ الله. وهي تبشّر بمبادئ اللاعنف والمحبَّة والإخاء الروحي المبني على أسس العدالة والحرية والتسامح وكبت رغبة الانتقام كطريقٍ أوحد لتحقيق السلام والطمأنينة بين الشعوب وكحلٍّ نهائي لعذاباتِ البشر وآلامهم.

كما نؤمن أنّها أتت بأجوبة يقينية ومُلْهمَة لأسئلة عديدة يسعى الإنسان للإجابة عليها، مثل أسباب عذابات البشر وآلامهم، وأسباب الاختلافات بين الناس وبين الأديان، بالإضافة إلى توضيح وإثبات مبادئ التقمص والسيالات الروحية والهدف من الوجود وغيرها من الأسئلة الوجوديَّة. كما أن تعاليمها وشروحاتها تساهم في ردم الهوّة المتزايدة بين العلم والدين بما يعيد التوازن بينهما ويوحّد بين جهودهما لكشف الحقائق والأسرار الماديَّة والروحيَّة. 

ونختم بقول الدكتور داهش من كتابه “كلمات” والذي يمثّل كنه ما نرجوه بتواضعٍ في مسعانا:

 “من العارِ أن تموتَ قبل أن تقومَ بأعمالِ الخير نحو الإنسانيَّة”.

فأعمال الخير نحو أخوتنا في الإنسانيَّة ونحو الأرض كلّها بما تتضمَّن من كائناتٍ ونباتاتٍ وطبيعةٍ هي جزء لا يتجزأ من طريق الحق والحقيقة.

 

والسلام

هيئة التحرير

إقرأ أكثر

هدف المجلّة

في عصر التقدُّم التكنولوجي والتطوُّر السريع، وتماشيَّاً مع الثورة الرقميَّة في طريقة نشر المعلومات، والتكيُّف مع إحتياجات العصر الرقمي وتحوُّل الصحافة التقليدية، برزت المجلَّة الإلكترونيَّة، تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنيَّة، وتربط الأفراد في جميع أنحاء العالم،كوسيلة إعلاميَّة وديناميكيَّة وتفاعليَّة لتوصيل المحتوى ومُشاركته مع أكبر عددٍ من القرَّاء، أصحاب العلم ومُحبِّي المعرفة والباحثين عن الحقيقة، في أقصر وقتٍ ممكن.

ومع ظهور هذا الكَّمِّ الهائل من وسائل الإعلام والتواصل العالمي والتبادل الثقافي، لنشر الثقافات ووجهات النظر والأفكار المتنوعة، وبغياب الرقابة والمهنيَّة والموضوعيَّة في النشر، كَثُرَ انتشار المعلومات الخاطئة والأخبار المُزيَّفة، مما يُسلِّط الضوء على أهمية محو الأمية الإعلاميَّة، والحاجة الى الاعتبارات الأخلاقيَّة.

كان لا بُدَّ لنا من فتحِ نافذةً نطلُّ بها على هذا العالم المليء بالتحديَّات إثراءً للنسيج العالمي للفكر الإنسانيّ والتجربة الإنسانيَّة، بإنشاء مجلَّة فكريَّة ثقافيَّة هادفة، تتجاوز الحدود التقليديَّة، تحتضن ثراء الفكر وتوفّر منصَّة لتبادلِ الأفكارِ العميقة والمواضيع المثيرة للثقافة الإنسانيَّة، فكانت مجلَّة نارٌ ونور.

مجلَّة نارٌ ونور، ليس مجرَّد خيار؛ بل هو تعبير عن التزام وتقدير، عربون وفاء لصاحب الوعي الروُّحيّ، إلقاء الضوء على المفهوم الداهشيّ وإظهار الصورة الحقيقة لصاحبه، بنشر تعاليمه وكتاباته التي تجاوزت فيها مؤلَّفاته المئة والخمسين مُجلَّداً، صاحب الرسالة الروحيَّة التي تحمَّل في سبيلها الأمرَّين، غريبٌ في أرضٍ غريبة، يعيشُ الحياة المُثلى، يحمل على جراحه وآلامه نور الهداية للعالم. تدخل رِحاب معبده المُقدَّس لتقفَ وجهاً لوجه أمام الحقيقة الصَّادقة الصَّادمة.

مجلَّة نارٌ ونور، مساحةٌ يلتقي فيها العمق بالجوهر لتعزيز النمو الفكريّ، وتقديم نماذج للفكر والأدب الراقي، بعيداً عن سطحيَّة الكلمة في السرد الثقافي، وتفتح المجال واسعاً أمام القرَّاء بتوسيع وجهات نظرهم والإنخراط في تفكيرٍ يتخطَّى المعقول، كما تحفيزهم على التفكير والكتابة. وذلك من خلال نشر الأبحاث والدراسات والمقالات التي تتناول مختلف المواضيع الفكرية والثقافية من منظورٍ إنسانيّ وروحيّ وتحليلها بشكلٍ أكثر عمقًا.

في قلب مجلَّة نارٌ ونور، تكمن مهمة التنوير العميقة. تسعى جاهدة لجمعِ أقلام الداهشيِّين من أدباءٍ وشعراءٍ وأصحاب فكرٍ، شتَّتهم الأيام، وأبعدتهم المسافات، فأصبحوا غرباءً في عالمهم. تفتح لهم نافذةً للتعبير عن تجاربهم مع الحقيقة، تُلامس مشاعرهم بالتواصل العميق للرُّوح والنَّفس، تُحاكي إنسانيَّتهم بشكلٍ فعّال مع الحياة والوجود، ومشاركتهم معرفتهم الروحيَّة المُقتبسة من النبي الحبيب الهادي.

مجلَّة نارٌ ونور، نورٌ لا نار فيها، أنوارٌ ساطعةٌ باهرة تنشُرها أمام عقول قرائها، تقدِّم مجموعة متنوعة من وجهات النظر والأفكار والرؤى الثقافية، بهدف إحياء وتجديد إيمان الإنسان بالله والقيم الروحيَّة، في الحقيقة والنَّفس والرُّوح، مفاهيمٌ لم يألِفوها، بعيدة عن الغوغائيَّة الكلاميَّة، مدعومة بالبراهين الساطعة، مؤيَّدة بالتزامٍ أخلاقي في السرد والنقل والشهادة. تفتح المجال في السؤال والجواب، للساعين وراء المعرفة، بالتواصل المُباشر مع أصحاب الآراء والكتابات والمقالات.

مجلَّة نارٌ ونور، توفّر منصَّة للفنانين، تُشجِّع المُبدعين، تفتح فرصة لعرض وتقديم وتسليط الضوء على إبداعهم في المجال الفنِّي، سواء كانت لوحات فنيَّة، صور فوتوغرافية، أو أي نوع آخر من الفنون التشكيليَّة. تُساعد في فهم خلفياتهم الفنيَّة وإلهام القرَّاء بتفاصيل حياتهم، تنشر مقالات وتحليلات تقييميَّة لأعمالهم، مما يساهم في إبراز الجوانب الفنيَّة والفلسفيَّة لها، ويساعد في توجيه القراء نحو فهم عميق للفن.

هيئة التحرير.

إقرأ أكثر

روابط

English Section

The Fog

Fog!
Heavy fog surrounds my soul…and restrains it with chains!
Dense fog! In the sky of my life!
It encircles me the way a bracelet encircles the wrist of a beautiful woman!

Light and fire

Sami Wassaf,
When some activist friends graciously invited me to contribute a piece in the electronic magazine "Al-Nar Wal-Nur" or “Fire and Light”,

“The Core of Human Values”

Hussein Younis
Jesus said: “Blessed are the merciful, for they will be shown mercy.” (Matthew 5:7)

Conflicts of Our Time- Opinion

Dr. Mohamad Younes
Conflicts and wars of our times have proven without doubt one indisputable fact: Mankind has degenerated to the lowest moral extent.

المُنتدى

أنتم تسألون والدكتور داهش يُجيب

مجلَّة بروقٌ ورعود

من أجل إنسانٍ أفضل

س: هل صحيح أن الداهشيّة تنذر بفناء قريب للبشر ؟ فأن كان الردّ بألأيجاب , فما هو مبرّر الفناء ؟

ج: ان الجواب هو لدى القنابل الذرّية والهيدروجينيّة وفي تسابق الدول الكبرى على تطوير أسلحة الموت وتخزينها , وفي الجنون البشري الذي يحتل يوما” بعد يوم مكان الحكمة في رؤوس الناس قادة ومقودين ؟ وفي تضخّم القيّم الماديّة على حساب القيّم الروحيّة وتعاظم الميول السفليّة الشرّيرة على حساب الميول العلويّة الخيّرة . فان نشبت حرب أدواتها تلك ألأسلحة الجهنّمية , فستكون حربا” افنائيّة , بعدها يحيق الخراب المزلزل بألدنيا , وتعصف ألأشعاعات الذرّية بفضاء كوكبنا التعس وتسمّم أجواءه , وهكذا يتمّ القضاء على الجنس البشري . وقد ورد في سفر  ” رؤيا يوحنا ” أللاهوتي وصف رهيب لما سيدهم , في ألأيّـام ألأخيرة , كوكبنا المفعم بألشقاء المشبع بألموبقات , فعليك بقراءة هذا السّفر لتزداد اطّلاعا” .

إقرأ أكثر

:شارك

س: هل تؤمن الداهشيّة بألجحيم والنعيم ؟ ثم ماذا يعني الجحيم والنعيم بألنسبة للداهشيّة ؟

ج: نعم ان الداهشيّة تؤمن بوجود عوالم عبّرت عنها الكتب السماويّة بأسم ( الجحيم والنعيم ) , وهذه العوالم هي كواكب ماديّة تعد بمليارات لا تحصى , من بينها تلك ألآلاف التي نستطيع مشاهدتها مبثوثة في رحاب السماء . وقد عرفت الداهشيّة , عن طريق الروح , أن هذه العوالم الماديّة جميعا” لها كائناتها وأشكالها وأنظمتها الحياتيّة ومقاييسها وقوانينها الخاصة التي قد تختلف اختلافا” عظيما” عما نعرفه في كوكبنا . وبعضها يفيض بسعادة فائقة , وبعضها يزخر بشقاء رهيب . وانما ألأرض مدرسة ذات درجة روحيّة معيّنة , يلأتيها ألأنسان الذي يستحقّها , أي الذي تكون درجته الروحيّة بمستوى درجتها , فيتزوّد منها بمعارف شتّى ويخضع فيها لتجارب كثيرة , منها تجارب الغرور والكبرياء والمطامع والشهوات , فاما أن ينجح في امتحاناته تلك وينتصر في نفسه الخير على الشرّ والفضيلة على الرذيلة , أو يسقط في امتحاناته . والداهشيّة تؤمن بأن كل كائن في ألأرض يستمر في البقاء فيها بعد موته , متنقلا” من دور حياتيّ الى دور آخر , متخذا” في كل مرحلة , شكلا” ووضعا” حياتيا” يتناسب وأعماله في حياته السابقة , حتى يبلغ حدا” معينا” يتوجب وراءه امّا ألأرتقاء الى كوكب أرقى وأفضل يكون درجة من درجات النعيم , أو الهبوط الى كوكب أحط وأسفل يكون دركة من دركات الجحيم , وذلك بنسبة أعماله في ألأرض , وهكذا يستمرّ في كل كوكب جديد هبوطا” أو صعودا” , تبع نجاحه في مقاومة تجاربه الجديدة أو فشله فيها , حتى يدرك , في نهاية ارتقائه , الكمال , ويبلغ الكوكب الروحانيّ ألأعظم , وعند ذلك يندمج بألخالق وتتم فرحته العظمى وسعادته المثلى , وهذا ما يسمّيه الهنود ” النيرفانا ”  أي مطلب كل روح تندمج في النهاية بموجدها  .

إقرأ أكثر »

س: ما الفرق بين الروح والنفس ؟ ما هي شروط الجلسة الروحيّة وشروط ألأشتراك فيها ؟ وما هي شروط الوساطة الروحيّة ؟

ج: أوضحت سابقا” أن الروح طاقة فعّالة مدركة عظيمة لا يشوبها أي تكثيف ” ماديّ ” وهي بهذا المعنى لا توجد الاّ في ملاءها الروحاني الطاهر الذي لا يلطخه أي دنس , والكائن وراء ألأفلاك الماديّة كلها . ولكنها تتصل بألجسد بخيط روحيّ نوراني . أما النفس فهي مجموعة السيّالات الروحيّة الموجودة في كل أنسان . وقد أوردت ايضاحا” وافيا” عن السيّالات وتكثفها ” الماديّ ” ونسبتها الى الروح  , اما اذا رغبت في المزيد من الفهم , فما عليك الاّ أن تشاهد الجلسات الروحيّة حيث تتوصّل الى ادراك هذه ألأمور بسهولة تامّة , وحيث تفتح أمامك أبواب موصدة يعجز العقل والعلم , ضمن حدودهما ألأنسانيّة , أن يعرفا ما وراءها .         أما شروط الجلسة الروحيّة فهي في غاية البساطة : يكتب على رقعة من الورق ” بحق أللّه والنبي الحبيب الهادي أن يسمح لي بجلسة روحيّة ” , وترفق هذه العبارة برسم الرمز الداهشيّ ثم تطوى الورقة وتحرق . والكتابة كما ترى صلاة موجزة توجّه الى الخالق عزّ وجلّ ابتهالا” . أما حرقها فهو بمنزلة ذبيحة .فيكون الرمز , اذن , بكتابته وحرقه ( صلاة وذبيحة ) في وقت واحد . وطالب الجلسة الروحيّة عليه أن يكتبه ابتداء” من مطلع أي شهر أراده , ويستمرّ , مرّة في اليوم , حتى نهاية الشهر . واذ ذاك تعقد له الجلسة الروحيّة ويشاهد فيها من الخوارق ما يؤكد له أن عالم ألروح عالم حقيقيّ بكل ما تعنيه هذه الكلمة . وأللـّه سبحانه يعرف خفايا الصدور وحاجات الناس ورغباتهم , وبأستطاعته متى أراد أن يري البشر من المعجزات بواسطة الجلسة الروحيّة ما شاء , من دون أي وسيلة أو ابتهال , ولكن ألأنسان فرض عليه في كل عصر , بصفته مخلوقا” عابدا” ومؤمنا” تتوجب الطاعة عليه , فروض روحيّة عليه يؤدّيها , وانما كتابة الرمز وحرقه فرض روحيّ . وهذا لا يعني أن قيمة الجلسة الروحيّة محصورة في شكل ألأبتهال الكتابي المشار اليه , بل قيمتها في جوهرها لأن فيها تتم ظاهرات روحيّة لا يستطيع فلاسفة ألأرض وأساطينها الاّ الخشوع أمام عظمتها وجبروتها . وغاية هذه الظاهرات  العودة بألأنسان الى ألأيمان الدينيّ الصحيح : ألأيمان بألخالق عزّ وجلّ , وألأيمان بأحكام أللـّه العادلة في الثواب والعقاب , وألأيمان بألأنتقال ( بعد الموت) الى عالم أفضل معد للأخيار المتّقين يكون فيه عزاء لهم وقدرة وسعادة ومجد , وألأيمان بضرورة فعل الخير وممارسة الفضيلة وألأرتقاء الروحيّ . وليس ضروريا” أن يكون حاضر الجلسة الروحيّة مؤمنا” بألداهشيّة أو بأمكان حدوث المعجزات , أو مترقّبا” حصولها , فقد يكون جاحدا” , معاندا” , ورغم جحوده ومعاندته , تحدث الخوارق وما يجب أن يتمّ يتمّ , لأن المعجزة حقيقة موضوعيّة واقعيّة لا علاقة لها بوضع الشخص النفسي وأستعداداته لتقبّاها , وهي ليست معدّة , كما يظن بعضهم , لأن يراها فقط قابلو ” التأثر وأأيحاء ” , فهذا الزعم باطل يدحضه مئات الجلسات الروحيّة التي عقدتها وشاهد فيها مئات ألأشخاص من المشككّين والمعاندين معجزات باهرة . والجلسات الروحيّة التي أعقدها ليست علما” , وما كنت لأستطيع القيام بها من غير أذن أللّه , فهي منحة سماويّة خصّني تعالى بها في هذا العصر , ليكون فيها مساعدة للتائقين الى الحقيقة وللراغبين في ألأيمان وألأستقامة والتوبة . أما ” الوساطة الروحيّة” التي تسأل عنها والتي يدّعيها بعض الناس المحترفين كوسيلة مزعومة لأستحضار ألأرواح , فهي بعيدة عن الجلسات الروحيّة التي أعقدها بعد ألأرض عن السماء , وما عليك الاّ أن تحضر , بعينين مفتحتين  وذهن نابه , جلسة من جلسات أولئك القوم , ثم تحضر جلسة روحيّة , حتى تدرك الفرق العظيم وكيف يختلط الظلام بألنور ويلتبس الحقّ بألباطل في أذهان الناس ! ذلك بأن ” الوساطة الروحيّة ” المزعومة ليست في الحقيقة الاّ شعوذة وتدجيلا” قد ينطليان على بسطاء العقول انما لا ينطليان على ألأذكياء المستنيرين . وليس من غاية لدى الذين يدّعونها الاّ غاية ابتزاز ألأموال من السذّج . والداهشيّة تفنّد ببراهين ساطعة لا يمكن النيل منها سفسطات أول~ك المشعوذين المحترفين الذين يضلّلون الناس بتوافه الحيل والمخرقات والذين هم أعجز من أن يعطوا حتى دليلا” ضئيلا” واحدا” على صحّة أعمالهم ألأحتياليّة  .

إقرأ أكثر »

س: لم اختارتك الروح , في هذا العصر ,لتحل فيك دون سواك من الناس؟و لم يحاربك الكثيرون؟

ج: جاء في كتاب الله العزيز :(رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاقي )(سورة غافر آية 15) . ثم أية حقيقة ظهرت في الأرض و ما عارضها أعداء كثيرون ؟ لو كانت الأرض كلها نورا” لما احتاج الناس الى نور, و ما دام الظلام قائما” , فالصراع مستمر بين النور و الظلام.

إقرأ أكثر »

Send Us A Message

الموت يقظة جميلة ينشدها كل من صفت نفسه وطهرت روحه , ويخافها كل من ثقلت أفكاره وزادت أوزاره .


الدكتور داهش

error: Content is protected !!